محمد الجعفري ثم ترك الأقراء والاشتغال بالعلم ولازم منازل طوائف العرب وصار يجلب السمن إلى دمشق ويبيعه ولم يزل على حالته إلى أن مات وكان من أحباب والدي وأصدقائه وكان الوالد يبره ويحفل به وامتدح الوالد بقوله تلك الظباء التي قد زانها الحور إلى آخر القصيدة ومن شعره قوله
سل من لحظه الحسام وسنه ... رشأ قتله الأحبة سنه
وتبدي لهن يوسف حسن ... فلهذا قطعن أيديهنه
وانثنى يعطف الدلال قواماً ... وهو فرد الجمال يأسرهنه
تفضح الغصن منه بانة قد ... في اعتدال القنا وهز الأسنه
ناظراً لي بطرف ريم كناس ... أحور الطرف مالك للأجنه
دب ماء الحياة في وجنتيه ... حين حلت حشاشتي نارهنه
صاد كل القلوب في لحظات ... منذ أمست لعمدهن أكنه
وعجيب ذا الفتك من أين للال ... حاظ والسقم لاح في جفنهنه
الأمان الآمان بالله رفقاً ... ياعبون المها بمغرمكنه
أسرتني وأوات صدغيه لما ... كلمتني لذعاً عقاربهنه
وانطوت في مطوى كشحيه منا ... أعين طالما تمنطقهنه
يا غزالاً إذا رنا أسكرتنا ... حان ألحاظه بخمر تهنه
وهلا لا إذا بدا بدياجي الشعر فيه انطوت بدور الدجنه
عمرك الله يا نشجي ترفق ... وتعطف علي المتيم منه
وامنح الصب فيك لحظة وصل ... منك آماله تحققهنه
وقد نسجها على منوال قصيدة الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي التي مطلعها
جذبتنا إلى الملاح أعنه ... وسقتنا الردى لواحظهنه
ورأينا بالغمز ضرب سيوف ... وبتلك الجفون وخزا سنة
ولصاحب الترجمة من قصيدة مطلعها
تكامل حسناً مفي نضارته الخد ... على حين أذكى جمر وجنته الوقد
فكان مليك الحسن في شرعة الهوى ... وكل فتى يهوي الجمال له عبد
وكنت وشأني في الصبابة مطلق ... فأوثقني عشقاً ولج بي الوجد
فعدت وليلي ليل صب لقد قضى ... من الهجر إذا مسى بواصله السهد
أسامر زهر الأفق على أن أرى ... به طالعي للوصل قارنه السعد
بروحي رشا كالبدر طلعة وجهه ... بعيد مناط القرط ليس له وعد