ما أنت يوماً للحقيقة مظهراً ... بل أنت حقاً للحقيقة فاقد
قوم علت أرواحهم لما زكت ... ولها يداً منها لذاك شواهد
حلوا بأرض خملوهم حتى علوا ... بالذل قهراً فالمذلة شاهد
فأمط وجودك للشهود ولا تكن ... من أهل ذاك القال ذاك اللاحد
ما تم يا هذا لقالك معهد ... يجذق المشوق فأنت حقاً جامد
فالمنظر العالي لديه مناظر ... تبدي المنايا للذي هو قاصد
كم من قتيل في حماه مجندل ... ما أن له يوماً لذلك قائد
هذا ونحن كذاك من غير أمتراً ... حالي وحالك في الدراية واحد
ومن شعره قوله من قصيدة مطلعها
يا نزولاً بجيرة الجرعاء ... نظرة منكم دواء لدائي
لست أسلوكم وان طال ما بي ... من بعاد وذلة وضناء
أي قلب يسلوكم وسناكم ... لم يزل ظاهراً بغير خفاء
بل جميع الوجود قد أسكرته ... في مجاليه نشأة الصهباء
فتداعى لكل حال تبدي ... باشتياق ولوعة وعناء
يا عريب النقا وسر ولاكم ... أنتم فتنة بغير امتراء
حيث حيرتم العقول بسر ... هي منه عن دركه في عماء
فتراها بمائها تترائ ... أيما لاح في ذرى العلياء
قد بطنتم مع الظهور وبنتم ... باقتراب وجلتم في انطواء
أي عقل له بذاك مجال ... مع تداعيه باختلاف المرآئ
ما ارتقاء إلى مقام على ... دون علياه أنجم الجوزاء
غاية السؤل عند أهل التصأبي ... أن يرى ظاهراً بسر الخفاء
ومن هجوه قوله
جاءنا الشيخ لابساً للعمامه ... ينجلي تحتها شبيه الغمامه
وهو في نفسه كبير عظيم ... ليس في فعله يرى من ملامه
يا لعمري وانه شيخ سوء ... جل أفعاله محل الندامه
وله أيضاً
لما تجلت نكهة اللاهوت ... فيما بدا من عالم الناسوت
فعلمت تقديس الوجود وأنه ... باد عن الرحموت لا الرهبوت
وانظر لسر الاستوا في قوله ... تبدو لديك شواهد التابوت