غريب حسن أدار الراح في يده ... مذ أثرت لونها في خده أثرا
فخلته البدر يجلو الشمس في فلك ... والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
ولأبن نباتة مضمناً
وافى إلي وكأس الراح في يده ... فخلت من لطفه إن النسيم سرى
لا تدرك الراح معنى من شمائله ... والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
ولبعضهم مضمناً
وفي الحبيب الذي أهواه من سفر ... والشمس في وجهه قد أثرت أثرا
فقلت لا تعجبوا شمساً على قمر ... والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
وكانت وفاة المترجم في ليلة الثلاثاء مع الغروب رابع شهر رجب سنة ثمان عشرة ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح في المقبرة الغربية ورثاه الأستاذ عبد الغني النابلسي بقوله
مالي أرى البارق النجدي ما ومضا ... أشطت الدار أم ولى الفتى ومضى
من بيت حمزة نجم غاب تحت ثرى ... وكان مرتفعاً ويلاه فانخفضا
يا طالما أشرقت منه منازله ... فضاء من نوره في الخافقين فضا
عبد الكريم على الرب الكريم به ... قد أقبل المرض المستوجب المرضا
وغض من فقده طرف الكمال حياً ... والمجد قد شب في أحشاه جمر غضا
فيه الشهامة والطبع الأبي وقد ... رماه سهم منون وافق الغرضا
وكان سيفاً مصوناً في غلاف علي ... فاستله الآن مولاه العلي وقضا
إن لم نجد عوضاً عنه فإن لنا ... في صنوه وابنه من بعده عوضا
وهاتف الغيب أضحى في مسامعنا ... يقول أرخت أنسل النبي مضى
هم الأمان لأهل الأرض في خبر ... عن النبي وهذا الحكم ما انتقضا
وكلما غربت شمس لهم طلعت ... شمس فلاتك يا ابن الدهر معترضا
هو من قول القائل
نجوم علاء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوى إليه كواكبه
نقول هذا نسلي فيه أنفسنا ... عن حكم رب علينا بالفراق قضى
يا كوكباً في دمشق الشام زاد به ... صدر الزمان انشراحاً كان فانقبضا
أوحشت أوج المعالي والمفاخر هل ... أوفى بك الدهر من مولاك ما افترضا
إن غاب شخصك فالباقي به خلف ... ومن يغب جوهراً إذ لم يغب عرضا
يا آل بيت النبي الحق إن بكم ... فيما قضى الله تفويضاً له ورضا