مولاي يا من غدت مكارمه ... تمنح راجيه بالذي يشفي
أتاك عبد مؤملاً فعسى ... يعود حراً محسد الوصف
يود تكرار داخل فيه ... يمتاز حكماً بذاك في الصف
وإن تكن رتبة مماثلة ... فهي اعتبار به لدى العرف
فجد بتحقيق مأملي كرماً ... فجود رحماك فوق ما يكفي
وحسن ظني بها على ثقة ... حاشى بأني أجاب بالكف
فلا برحت الزمان طوع مني ... منه على رغم ما رن الصرف
آمالنا من علاك مخصبة ... يوكف جود لها على وكف
مكتسباً للثناء مغتنماً ... خير دعاء متابع الذرف
وقال
بروحي من أفضت لسلبي خلائقه ... وذو الحسن مثل الصبح بنبيك صادقه
إذا طال ليلي مثل الشوق وجهه ... بدا فأخال الصبح أبراه فالقه
تمثل من نور جني يكاد من ... لطافته يؤذيه باللحظ رامقه
يجرد من لحظيه إن كان رامقاً ... لها روت سيفاً تستبينا بوارقه
يغنج بالتكحيل أجفان طرفه ... وقد زرفنت بالعارضين شقائقه
وما قصده التحسين بالكحل إنما ... لتحديد عضب لم يحد عنه عاشقه
فحاذر سهاماً فوقت عن حواجب ... من اللحظ ريشت بالجفون رواشقه
وما فرعه المسود فوق جبينه ... سوى لاحق والصبح لا شك سابقه
ومسكي خال فوق مخضر شارب ... كشحرور روض شوقته حدائقه
وما السكر إلا من رضاب بثغره ... إذا مزج الصهباء من فيه ذائقه
فما البدر إلا ما أظلت ذوائبه ... وما الشمس إلا ما حوته بنائقه
إذا اهتز رمحاً أو تمايل بانة ... وإن ماس تيهاً قلت قد جل خالقه
وقال
كانا ركوب والليالي منازل ... وأيامنا خيل البريد بنا تجري
وآمالنا تزداد ما جد سيرنا ... مطامعها ثم المصير إلى القبر
وقال
ألقت على وجهه شمس الضحى جسداً ... شعاعها فغدا باليد مستترا
وذاك من غيرة إذ فاتها شنب ... والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
وللشيخ محمد سعيد الدمياطي اللقيمي