الانطراح تسور وقد استبضع من الآداب شطراً وأطرب في تفاصيلها وأطرى لا يفتر عن تحصيل فائدة ولا عن تلقاء أمر منافعه للخير عائده وله شعر ساحته محمية عن النظير كأنه منابت الزهر في الروض النضير فمن ذلك قوله
لك الدهر قد أبدى المسرة والبشرى ... وأطلع في أفق السما أنجماً زهرا
وجر نسيم البشر في الروض ذيله ... ندياً فأضحى الزهر مبتسها ثغرا
وعادت روأبي الأنس تندي نضارة ... فأصبح وجه الأرض ممتلئاً بشرا
وقام بناطير السرور مغرداً ... فأطر بنا صدحاً وأبدى لنا اليسرا
بمقدم نجل قد تبدي وطرفه ... لأسنى المعالي طالب الرتبة الغرا
فقرت به شكراً عيون أولى النهى ... وراقت به الأوقات مذ حلها طرا
سيرتع في روض الكمال بهمة ... ويجمع بالحزم المحامد والشكرا
ولا بدع فيه فهو نجل الذي رقا ... آلي ذروة العليا فصار بها صدرا
همام لقد أضحت كواكب رأيه ... بها يهتدي الساري لدنياه والأخرى
هو الأروع المفضال من آي فخره ... مدى الدهر تتلى فوق هامته جهرا
لقد شابهت أخلاقه الغرقى العلى ... زهور الروأبي مذ حوى طيبها نشرا
فيا روضة الآداب يا من قد اكتست ... ثغور طروسي من مدائحه عطرا
اليك سطوراً أعلنت ببشارة ... بنجل بهي في المعال سما قدرا
فلا زال في حصن الاله ولطفه ... تحف به النعماء من ربه تترى
ودمتم بأهنى العيش ما لاح كوكب ... وما هب من نجد صبا يعقب الفجرا
وقوله في بكرة ماء
وبركة ماء قد تكفكف دمعها ... لها حبب مثل اللالئ تنثر
بسطنا بساط البسط حول فنائها ... فنلنا سرورا كنهه ليس يحصر
وكتب إلى المولى عبد الرحيم الرومي ابه زاده القسام العسكري بدمشق بقوله
يا ذا الكريم الذي طابت عناصره ... ومن غدا في العلى والمجد قد ساما
لو لم تكن آبداً بالعدل متصفاً ... ما كنت بين أولي الألباب قساما
فأنت لي سند عبد الرحيم فقل ... لصنوك الشهم من بالشرع قد قاما
يحسن لعبدكما فيما وعدت به ... أصير معتبر أفضلا وانعاما
لا زال سعد كما تسمو مراتبه ... والدهر يلقاكما بالعز بساما