للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صغت عقداً يفوق حلي العذارى ... أم نظاماً يبدي المعاني الصحاحا

فأضاءت منها شموس المباني ... حيث أمسى نظامها وضاحا

فأقبل الآن مدحة من محب ... بنظام لم يقبل الاصلاحا

وابق في العز ما تغنت حمام ... حيث يبدي الهنا لك الأفراحا

وكتب المترجم إلى الشيخ سعيد الجعفري الدمشقي بعد عتاب جرى بينهما لأمر كان بقوله

عتابك لي أشهى من المنّ والسلوى ... لقلبي وأحلى في المذاق من الحلوى

بنظم كسلك الدرّ بل هو جوهر ... يلوح على القرطاس من رصفه أضوا

أرق من الصهباء في الكاس إذ صفت ... فبت بها نشوان لا أعرف الصحوا

أتى من ذوي الأفضال والمجد والتقى ... وحاوي كمال السبق في العلم والتقوى

فسرّحت هذا الطرف في طيّ نشره ... فدلت خوافيه عليه من الفحوى

فإني وأيم الله منذ عرفتكم ... مقيم على صدق الوداد بلا دعوى

وقد غرست أصل المحبة بيننا ... وغصن ثمار الود رطب فلا يذوى

فلا زلت يا ذا الفضل تسمو برفعة ... تدوم مع الاقبال تحبوك ما تهوى

فكتب إليه الجعفري المذكور الجواب بقوله

فداؤك مني الروح ذا الفضل والتقوى ... جوابك لي أحلى من المن والسلوى

بلى هو أمياه الحياة لوامق ... على رمق أبقاه بالصد من يهوى

فما اللؤلؤ المنضود ما الجوهر الذي ... تنوب مناب النيرين به الأضوا

وما الخمر ما برد اللمى ما عذيبه ... ترشفه الولهان من رشا أحوى

بأشهى وأحلى من عذوبة لفظه ... حباني بخمار اعتذاراته الصحوا

وأخبر أن الودّ ما شاب صفوه ... سلوّ ففيه القلب لا يقبل الرشوا

أجل ففؤاد العاشقين محرر ... صفاء لميزان المعاملة الأقوى

وما الغرّ يا بدر العلا مثل أروع ... بمضمار حسن الودّ قد أدرك الشأوا

وإنك في العيوق عندي رفعة ... ولا غرو إذ حزت العلا أنت لا غروا

وإني يا خدن المودّة جازم ... بأنك في ذا الود ذو الرتبة القصوى

وإني ما أثبت أمراً مخيلاً ... وإن يك ذا فالآن أستجلب العفوا

بلى إنني بادرت للمنهج الذي ... نهجت على التحقيق ما كان ذا سهوا

وحاولتكم حسن التقاضي وللادا ... بحسن لقد طالبت نفسي بالنجوى

فدم في ذرا العز المؤبد راقيا ... تقرطق آذان الفهوم بما تهوى

<<  <  ج: ص:  >  >>