للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنعم بها من نزهة أنست بها ال ... أحباب والخلان والسمار

يا صاح عرّج نحوها مستأنساً ... ما تشتهي فيها وما تختار

وزاره صاحبه الشيخ عبد الله الطرابلسي المتقدم ذكره في هذا الكتاب وذلك نهار عيد الأضحى وكان يوماً ممطراً فقال المترجم في ذلك

زارنا معدن الفنون صباحاً ... فحبينا به الأماني صباحا

كان عيدان من تلاقيه عيد ... وبعيد الأضحى ألا عم صباحا

خلت شمساً في حيناً قد أضاءت ... أو كبدر التمام في الأفق لاحا

أدهش الناظرين نور سرور ... من لقاه وجدّد الأفراحا

ياله من نهار أنس منير ... قد وقينا من لطفه الأتراحا

زارنا الغيث حين زار ووافى ... بسرور فأنعش الأرواحا

وسحاب الهناء أمطر درّاً ... حيث حوض السرور كان طفاحا

هو عبد الله المحب الذي قد ... بلغ القلب في هواه نجاحا

ماجد وابن ماجد قد تسامى ... بمعان منها رأينا الفلاحا

ياله من مهذب وأديب ... لم يزل طيبه لنا فوّاحا

ذي نظام يفوق عقد اللآلي ... لنحور الحسان كان وشاحا

ففؤادي بحبه ذو امتزاج ... وبه عنبر المحبة فاحا

يا أديب الزمان لطفاً ويا من ... لفظه جوهر يفوق الصحاحا

هاك أبيات مدحة من محب ... فيك بالحب قلبه قد باحا

فعليها أسدل ثياب التغاضي ... ثم بالعفو كن لها مناحا

ثم سامح أخاك بالصفح فضلا ... حيث ألقى لديك منه السلاحا

وابق في نعمة وطيب حبور ... ما هزار في روضة قد صاحا

فكتب إليه الطرابلسي المذكور الجواب بقوله

مسك دارين قد شممناه فاحا ... أم خزامى أم عنبرا أم أقاحا

ولآل تنظمت أم نجوم ... أم شموس ضياؤها قد لاحا

وضروب الألحان ما قد سمعنا ... أم تغني طير الرياض وصاحا

أم مدام قد أشرقت بكؤس ... عطرت من شميمها الأقداحا

أم نظام كالدر أشرق حسنا ... فغدا للنفوس منا وشاحا

من معان تفوق سحر المعاني ... ومبان تهيج الأرواحا

لا عد مناك من أديب أريب ... ولبيب يجلي اللآلي الصحاحا

<<  <  ج: ص:  >  >>