وتنثني في كؤس أشربة ... فروعها نوعت ومحتدها
يفديهم الروح لا أمن فما ... طارف ما في يدي وتالدها
يا ليلة لن يشيبها كدر ... إلا بروق الصباح ترعدها
قد أذكرت حضرة مقدسة ... صحت أحاديثها ومسندها
تفدي ليالي الزمان ليلتنا ... وتفد سيد الدنيا وسيدها
فخر ملوك الدنا وأشرفها ... وعين أعيانها وأمجدها
به ليالي الدهور مشرقة ... تروق أيامها وأعيدها
دام بعز سعود طالعه ... إلى قران النحوس يسعدها
ومن شعره قوله
تأن ولا تعجل بما أنت باغياً ... وكن لازماً للعدل لا تك باغيا
وجازي لمن أسدى جميلاً بمثله ... وسيئة فأجر الذي كان موسيا
ولن جانباً للخل وأرع وداده ... ووف بمكيال الذي كان وافيا
ورغ عند رواغ وزغ عند زائغ ... مع المستقيم العذل كن متساويا
تحلى بحسن الخلق للخلق كلهم ... وكن سهلاً صعباً نفوراً مواتيا
ودار جميع الناس ما دمت بينهم ... وكن تابعاً حقاً بنياً مداريا
تحمل لجور الجار وارع جواره ... وصل لذوي الأرحام واجف المجافيا
وكن باله الناس ظنك محسناً ... وبالناس سؤ الظن دوماً مراعيا
ولا تغترر بالهش والبش من فتى ... وحفظ ولين مثل مس الأفاعيا
لتعلم إن الناس لا خير فيهم ... ولا بد منهم فألتبسهم مزاويا
متى ما صددت المرء عند هوائه ... جهاراً وسراً عد ذاك معاديا
وإن تبد يوماً بالنصيحة لأمرئ ... بتهمته إياك كان مجازيا
وإن تتحلى بالسخا وسماحة ... يقولوا سفيه أخرق ليس واعيا
وإن أمسكت كفاك حال ضرورة ... يقولوا شحيح ممسك لا مواسيا
وإن ظهرت من فيك ينبوع حكمة ... يقولون مهذاراً بذياً مباهيا
وعن كل ما لا يعن إن تك تاركاً ... يقولون عن عي من العجز صاغيا
وإن كنت مقداماً لكل ملمة ... يقولوا عجول طائش العقل واهيا
وإن تتغاضى عن جهالة ناقص ... يعدوك خواراً جباناً ولاهيا
وإن تتقاضى عنهم نحو عزلة ... يعدوك من كبروتيه مجافيا
وإن تتدانى منهم لتالف ... يعدوك خداعاً دهاءً مرائيا