وشجاني فواتر الأجفان ... ورحيق بريقهن مرامي
وأغاني الغيد الغواني غواني ... ومعاني صوت المثاني زمامي
من صدا العود إن قضيت فبالنف ... خ بناي الرخيم كان قيامي
وإذا ما تعاظمت هفواتي ... حسن ظني المآل دار السلام
واعتمادي على شفيع البرايا ... سيد العالمين ذخر الأنام
وقال في ليلة دعاه فيها الشريف الأجل الصنديد سعد عروض قصيدة المتنبي
أهلاً بدار دعاك سيدها ... وساهمك بالنعيم أسعدها
بليلة لو تسام في عوض ... وكانت الروح كنت أنقدها
بات حبيبي بها ينادمني ... غاب واش وبان حسدها
في روضة خلتها الجنان بدت ... ولدانها واحتجبن خردها
وراء ستر يروق منظره ... أمنع حجب الدنيا وأرصدها
غنى من الغيد كل غانية ... تكاد شمس النهار تعبدها
إذا شدت قلت إن نغمتها ... من ما رد أو دان تزودها
يلعبن بالدف والكمنج وبالطنبو ... ر والكل منها تخمدها
تألفت آلة السماع من الأص ... وات منهن لن تفردها
كأن ألبابنا لها لعب ... تعدمها تارة وتوجدها
ما صيخ سمع إلى السماع كما ... لنغمة غادة تغردها
لو كان إسحق حاضراً لزرى ... غناه قطعاً وهان معبدها
دارت بدور السقاة مطلعها ... أطالس والقلوب مرصدها
مناطق الخصر إن شكت قلقاً ... رديف أرد أفهم يرفدها
وأعين كالمها إذا نظرت ... كلم قلب الشجي مهندها
هاروت من سحرها غدا وجلا ... ينفث في عقدة يعقدها
تقوست فوقها حواجبها ... أهدابها نبلها واعودها
ووجنات تظنها لهباً ... ماء الصبا في الخدود يوقدها
من أشنب العس وريقته ... أحلى سلاف صفا وأبردها
مبتسم الثغر عن سنا درر ... من الثنايا زها تنضدها
وجؤذراً وطف حلا كحلا ... وجؤذر الانسان أجودها
تدير من قهوة يمانية ... عرف شذاها زكا وموردها
على أساريع من نعومتها ... ولينة اللمس كدت أعقدها