الاسكندري والشيخ عبد الله الخليلي ورحل إلى الأزهر وأخذ به عن جملة من شيوخه ومن جملة شيوخه الشيخ إبراهيم الحلبي نزيل قسطنطينية ثم ذهب إلى بلاد الروم واجتمع بأساتذة كبار القدر في العلوم ومدة إقامته في قسطنطينية عند عبد الرحمن أفندي عرب زاده صدر أناطولي وبعد انتقاله إلى رحمة الله تعالى رجع المترجم إلى بلدته طرابلس ولم يتعرض لمنصب ولا رتبة وقد أرسل له محمد أفندي بيري زاده شيخ الاسلام ملازمة مفصولة عن قضاء فلم يعمل بها ولا تعرض لموجبها وأبقاها عنده في كوة النسيان وله شعر كثير يغلب فيه لسان أهل الحقيقة منه هذه القصيدة أخبر هو عنها إنه بعدا كمالها رأى حضرة قطب العارفين الشيخ عبد الغني النابلسي في المنام فقال له بعد أن أنشدت بين يديه متى عملتها أو نظمتها فقال له يا سيدي بعد أن طالعت شرح الفصوص فقال له أبشرك بكذا أو لك البشارة بكذا وهي هذه
بحلت فجلت عن شبيه صفاتها ... وعزت علاء أن ترى لك ذاتها
عزيزة حسن مهرها النفس هكذا ... روى عن علاها في التجلي رواتها
فمن لم يجد بالنفس لم يدر ما اللقا ... ولا عبقت في أنفه نفحاتها
ومن يدعي مع نفسه وصل عزة ... فهاتيك عزاها لدينا ولاتها
بروض تجليها لدى سحب جودها ... بكى مزنها فاستضحكت زهراتها
بها عين تسنيم الحقائق مورد ... وعن ذوقها يروى شذاها سقاتها
فلا تغمضنها إن رأت وأكحلنها ... بمرود تقواها يفور فراتها
فنيل العلا من ذي العلا وأبيك لا ... إذا حث نجب اليعملات حداتها
وسر حيث جوّ الجود صحو وبحره ... لفلكك وهو ما سرت نسماتها
فإن ظفرت يمناك منها بنائل ... حمته بأسياف الرموز حماتها
وقد عبقت من طيبها أفق الحشا ... وضاء بشمس الراح صاح فلاتها
فلا تخش بأساً أن سكرت بخمرها ... فقد حكمت بالحل فيها قضاتها
وكن خير راو غير غاو بثمرها ... تريك مقاليد المعالي هداتها
فما آفة الأخيار إلا غواتها ... وما آفة الأخبار إلا رواتها
وكذلك له قصيدة في الحقيقة المحمدية على طريقة أهل الحقائق من الصوفية جوزي عليها بخلعة سنية من الحضرة النبوية في مبشرة رآها في منامه بين يقظته وأحلامه وهي هذه
لمحت لنا من نورها لمحاتها ... فتضوّعت من نورها نفحاتها
ذات الجمال ولا جمال لغيرها ... إذ تجتلي مذ تنجلي مرآتها