ورسالة في وحدة الوجود وتآليف غيرها في الحقيقة وله كرامات وأحوال منها ما أخبر به الشيخ السيد محمد بن عيسى الكردي الأصل القدسي قال كنت أرى من الشيخ المترجم كرامات ومكاشفات كثيرة وكان يخبرني بأمور سرية تخطر في قلبي وأنا في مجلسه فيزداد تعجبي واعتقادي ومما رأيته من كراماته إنني زرت وإياه سيدنا داود عليه السلام فأخبرني إنه اجتمع بروحانيته ووصفه لي فوقع في قلبي الشك ثم نزلنا إلى مقبرة مأمن الله وزرنا ابن بطال وأبا عبد الله القرشي وابن أرسلان والشيخ البرماوي وجماعة من أهل العلم فأخذ ينعتهم لي ويقول اجتمعت بروحانية هذا وهذا فأرتبت في أمره وكدت أن أتهمه في الحيلة حتى مررنا على قبر والدي ولم يكن يراه ولم أخبره به قصداً فوقفت ووقف معي وقرأت ما تيسر من القرآن فقال لي هذا القبر فيه رجل شريف عالم عامل فرح برؤيتك وسر بوقوفك وقراءتك واجتمعت بروحانيته صفته كذا وكذا ونعته كذا وكذا وهو والدك لماذا لم تخبرني قال فحينئذ تبت عن الانكار وقلت له لا حاجة للأخبار القصد الزيارة قال وقد عظم مقامه عندي وكان له حال عجيب وكشف صريح وكنت أسأله عن مشكلات فيطرق ثم يقول لعل الجواب كذا وكذا فأرى جوابه شافياً للصدر فأقول له وأي حاجة لقولك لعله كذا وكذا فيقول لم أقف عليه مسطراً وإنما هكذا يلقي في قلبي فأقول فقلت له لكم يا بني الصديق مقام الولاية من جدكم رضي الله عنه فإنه قال صلى الله عليه وسلم إن يكن في أمتي محدثون فأبو بكر وعمر منهم رضي الله عنهم وكان يقول لي هذا بركة الجد فلا يموت أحد منا إلا وهو صالح وإن كان مسرفاً لا يموت إلا على توبة ولا يموت أحد منا وهو فقير وهي أيضاً ببركة دعوته لهم اللهم أغن ذريتي لما خرج عن ماله وتخلل بالعبا وقال له سيد الكائنات ما تركت لعبد الرحمن واسما فقال الله ورسوله اللهم أغن ذريتي وفي رواية وأعزهم فببركة دعوته حصل لنا ذلك انتهى ومرض المترجم الأستاذ ثلاثة أيام وقال للكردي المذكور ادع لي ابن عمي السيد مصطفى الصديقي قال الكردي فدعوته له فأخرج مفتاح صندوق وقال يا ابن عمي إني مرتحل لدار البقا فجهزني أحسن الجهاز وأدفني إلى جانب قبر السيد عيسى الكردي ويعني والد الراوي الكردي المذكور فإن روحانيته كانت عندي في هذا الوقت وأخبرني إن مرقدي بالقرب منه والرحلة عشية اليوم وهذا العبد الأسود كتاب تدبيره في الصندوق وبعد التجهيز ومهر الزوجة حتى يحضر ولدي فكان الأمر كذلك وانتقل من يومه وكان يوماً مشهوداً وبالجملة فقد كان من الأخيار الأبرار وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين ومائة وألف بالقدس ودفن بها رحمه الله تعالى.