القاهرة ومنها وفد إلى دمشق وقطن بها وكان دخوله ووفوده إليها بعد الثمانين وألف وأقبلت الناس عليه بدمشق بالتعظيم والاعتقاد والمحبة لما جبل عليه من الزهد والايثار والعبادة والتحقيق في العلوم ففي سنة اثنتين وتسعين وألف قصد التوجه لبلاد الروم فارتحل إلى دار الملك قسطنطينية فلما وصل أقبلت عليه علماؤها وصلحاؤها ومشايخها ومواليها وأخذوا عنه الطريقة وتلقنوا منه الذكر واعتقدوه وصار له تعظيم وتبجيل ثم استقام بها بمحلة أبي أيوب الأنصاري قدس سره مقدار خمس سنين وفي سنة سبع وتسعين عاد إلى دمشق فبعد مدة قصد التوجه إلى الحجاز إلى مكة المكرمة ثالث مرة وكان ذهابه في غير وقت الحج بل ذهب وحده هو ومن معه بلا قافلة إلى أن وصل إلى هناك وجاور سنة واحدة وعاد إلى دمشق ثم حج في سنة تسع عشرة ومائة وألف رابعاً وعاد إلى دمشق أيضاً وكان في دمشق معتقداً ملاذاً مفيداً مكرماً مكرماً تحترمه أهاليها وله مزيد التعظيم عندهم وكانت الحكام تهابه وهو مقبول الشفاعة عندهم وكان موقراً وأخذ من السلطان مصطفى خان قرى بدمشق اقطاعاً بمال يدفعه للخزينة الميرية في كل سنة وهو الآن المعروف بالمالكانات وكان الجد أول من وجه له ذلك بهذه الطريقة وهي الآن علينا وصار له تعظيم وافر واجتمع بشيخ الاسلام إذ ذاك العلامة الكبير المولى فيض الله ورفع المترجم عن أهالي دمشق مظالم عديدة وكان قوالاً بالحق ناصراً للشريعة مسعفاً منظلم مساعداً لأولي الحاجات غاية المساعدة ومن آثاره بدمشق المدرسة المعروفة به وكانت
قبل ذلك خاناً يسكنه أهل الفسق والفجور فأنقذه الله من الظلمات إلى النور وشرط في كتاب وقفه أنه لا يسكنها أمرد ولا متزوج ولا شارب للتتن وكذلك بنى مدرسة في داره بمحلة سوق صاروجا وتعرف بالنقشبندية البرانية مع مسجد كذلك هناك وكان كثير الصدقات مسارعاً إلى القربات وله من التآليف المفردات القرآنية في مجلدين تفسير للآيات وجعله باللغات الثلاث أولاً بالعربية ثم بالفارسية ثم بالتركية وهو مشهور بين علماء الروم وغيرها وله رسائل كثيرة في الطريقة النقشبندية وتحريرات ومكاتبات وكانت وفاته في قسطنطينية في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف وصلى عليه في جامع أبي أيوب خالد الأنصاري رضي الله عنه ودفن في درسخانة المدرسة المعروفة في محلة نيشانجي باشا ورثى بالقصائد الكثيرة العربية والتركية ومن ذلك ما رثاه تلميذه الشيخ أحمد المنيني مؤرخاً وفاته حيث قالل ذلك خاناً يسكنه أهل الفسق والفجور فأنقذه الله من الظلمات إلى النور وشرط في كتاب وقفه أنه لا يسكنها أمرد ولا متزوج ولا شارب للتتن وكذلك بنى مدرسة في داره بمحلة سوق صاروجا وتعرف بالنقشبندية البرانية مع مسجد كذلك هناك وكان كثير الصدقات مسارعاً إلى القربات وله من التآليف المفردات القرآنية في مجلدين تفسير للآيات وجعله باللغات الثلاث أولاً بالعربية ثم بالفارسية ثم بالتركية وهو مشهور بين علماء الروم وغيرها وله رسائل كثيرة في الطريقة النقشبندية وتحريرات ومكاتبات وكانت وفاته في قسطنطينية في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف وصلى عليه في جامع أبي أيوب خالد الأنصاري رضي الله عنه ودفن في درسخانة المدرسة المعروفة في محلة نيشانجي باشا ورثى بالقصائد الكثيرة العربية والتركية ومن ذلك ما رثاه تلميذه الشيخ أحمد المنيني مؤرخاً وفاته حيث قال
غوث البرايا مرشد العباد في ... سنن السلوك إلى مناهج قربه
بحر الحقيقة والشريعة من سرت ... أنواره في الأفق مسرى شهبه
انسان عين الوقت كامله الذي ... يمّ المعارف قطرة من سحبه