للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيا ابن رسول الله وابن وصيه ... ومن أنزل القرآن في مدحه الباري

إليك اعتذاري من كلال قريحتي ... لجور زمان فيه قد قل أنصاري

ولكنّ لي في دوحكم خير قربة ... بها الله يعفو عن عظائم أوزاري

لقد مزج الرحمن ربي ودادكم ... بقلبي وسمعي والفؤاد وأبصاري

ووالله ما وفيت بالمدح حقكم ... ولو بلغ الجوزا نتائج أفكاري

لآل عليّ في الأنام توجهي ... ومدحهم وردي وديني وأذكاري

وهنيت بالعيد السعيد وعائد ... عليك بما نالوا به خير أبرار

فإن العلى تسموا بكم وكفاكم ... علا انكم ملجا الأنام من النار

ولا زلت ذا عمر طويل مؤيداً ... مدا الدهر ما هبت نسائم أسحار

وقوله مادحاً ومهنئاً ومعتذر للمولى محمد العمادي

العفو أولى من عتاب المذنب ... والذنب يخرس كل شهم معرب

كرّت عليّ عجائب لو أولعت ... بمتالع لانقض قض الكوكب

من لي بعذر أن يقوم بحجتي ... عند الإمام الطيب ابن الطيب

علامة الآفاق من بوجوده ... أفلت نجوم ذوي الضلال بمغرب

حتى يزول محال قول باطل ... قد ألبسوني فيه ثوب الأجرب

نزهت عنه سمع مولاي الذي ... أنا عبده الأدنى وهذا منصبي

مفتي البرية في الفواخر كلها ... كالبحر يلقى الدرّ للمتطلب

إن فاه أسكت كل ذي لسن بما ... يبديه من صوغ الكلام المعرب

مولى إذا احتكت فهوم أولى النهي ... جلى برأي مثل بدر أشهب

وأبان كل عويصة في العلم كالنج ... م الرفيع بمثل حدّ مشطب

ورث الفضائل كابراً عن كابر ... يوم العلى عن كل جدّ منجب

قوم بهم دين الاله مؤيد ... من أن يدنسه مقال منكب

شاد العماد لهم ثناء طاهراً ... حمل الرواة له لأقصى المغرب

مولاي أنت أجل من حاز العلا ... بفضائل هي كالطراز المذهب

هنيت بالرتب التي هي في الورى ... فخراً كوضع التاج يوم الموكب

هي منصب الفتيا الرفيع مقامها ... فوق السماك الشامخ العالي الأبي

دامت لك العليا ودام لك الهنا ... ما سار ركب في فيافي سبب

مولاي غفراً فاستمع بتفضل ... بعض اعتذاري من صميم تلهب

قد قوّلاني في علوّ جنابكم ... ما لم أقله وحق ربي والنبي

<<  <  ج: ص:  >  >>