بالله بكما عوجا على سكني ... وعاتباه لعل العتب يعطفه
وعرّضا بي وقولا في حديثكما ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه
فإن تبسم قولا في ملاطفة ... ما ضرّ لو بوصال منك تسعفه
وإن بدا لكما في وجهه غضب ... فغالطاه وقولا ليس نعرفه
وقد أنشدني قاضي دمشق المولى العالم الفاضل الماهر السيد محمد طاهر الرومي في المعنى للملك الأشرف وهو من الدوبيت
باللطف إذا لقيت من أهواه ... ذكره بما لقيت من بلواه
إن أحرده الحديث غالطه به ... أو رق فقل عبدك لا تنساه
عودا لاتمام القصيدة المقدمة
وتلك فنون سحر بليغ مدح ... لأوحد عصره الفرد الهمام
به سعدت دمشق الشام لما ... تولى قاضياً شرع التهامي
له فصل الخطاب بسيف عدل ... له فضل له فصل الخصام
وحاز المجد بالجدّين فضلا ... هما أفقا الخلافة بانتظام
فمطلع شمسها الصدّيق جدّ ... لمغرب بدرها الحسن التمام
وحسن الابتد الصدّيق فيها ... كما الحسن التقي حسن الختام
سموم للعدا حسا ومعنى ... بنو الصدّيق والحسن الامام
لحوم السم في العلماء أضحت ... لآكلها القواتل كالسهام
فواعجبا وللأعداء حسن ... فكيف صلوا لكم نار اضطرام
كأنّ الله أعدمهم خيالاً ... فكانوا كالفراش لدى الضرام
ومن حسد وفرط الغيظ سكرى ... سقوا كأس المنية لا المدام
لقد نفذت حكم الشرع فينا ... وبينت الحلال من الحرام
كأنّ الله لم يخلقك إلا ... لعلم أو لحلم أو نظام
فإنك ماجد أصلاً وفرعاً ... من العلماء أبناء الكرام
وغيرك من سما لكن به قد ... سما يسمو سموّا فهو سامي
طريق قد حماه العلم ممن ... غدا وغدا لئيماً من طغام
سما وحماه من أولاد حام ... أمثل العلم من سام وحام
طريق عز مطلبه ولكن ... على غير الخواص من الأنام
سيبلغ غاية الإحسان فيه ... وما الإحسان إلا بالتمام