ولازمي عند ارباب القلوب على ... صون القلوب فهم صقل المخاليب
وحاذري فعل اهل الحان تعترضي ... وسلمي كل احوال المجاذيب
وصدقي ما يقول السائرون به ... في حال كشفهم من غير تكذيب
قوم بأرواحهم جادوا وما بخلوا ... وجدهم بين ترغيب وترهيب
وقلبهم فوق نار الشوق قد وضعوا ... ولم يمل لسلو عند تقليب
قد هذبوا انفساً منهم مجاهدة ... واضعفوها بتفحيص وتنقيب
وكابدوها إلى ان ضاع نشر ندى ... فضاع عقلهم عن وصف تدريب
عليهم ابدا ما لاح نجم هدى ... سلام لعب بهم راج لتقريب
ما اشتاق نحوهم من ذاق محوهم ... أو ما شجتني اسرار المناهيب
وما شدا مصطفى البكري ملتهفا ... في النصح يلي بانواع الاساليب
قال الوالد المرحوم صب الله على جدثه مياه الغيوم فلما اسمعتها له قال ابن عرب وقال لي مرة يا مصطفى مرادهم يعملوني قاضي فقلت أي شيء تفعل بالقضاء فقال انا مرادي افرغ لك عنه فقلت أنت ما لقيت تعملني الاقاضيا فقال هذا أمر مليح فتحادثت معه كثيراً فقال يا مصطفى راسين في مكان فقلت له انا تنزلت لك عن الرياسة فقال لا نحن نقسم المدرسة قسمين النصف الذي من جانبك لك والذي من جانبي لي فقلت له وهكذا يكون رضي الله عنه وله حال غريب ومقال عجيب يحكي حكايات عن بعض اناس وبلاد ويضحك لحكيه فيملا بالسرور الفؤاد يدعي بالملكيه لكل ما استحسن وشاهد من باب مشاهدة لله ما في السموات وما في الارض ومما سمعت عنه انه قال نحن لا نفيد قارياً ولا ولد قاري أي نحن معاشر الملامية من شرطنا ان لا نفيد عالماً عارفاً ولا ولده بل نفيد من ليس عنده علم ولا خبر ولا له رسم في هذه الدائرة ولا أثر قال وكان قد أكل بطيخاً ومن أكل البطيخ ولم يغسل لحينه فقد أساء اليها وسمعته يقول من لا يشأورك لا تهنيه بالسلامة وقد رأيته مع جماعة في المنام وانا متوجه في البحر إلى يافا من دمياط ذات الثغر البسام وعلمت انهم ارباب المقام ورأيتهم يتشأورون في امر منهم عشرة ومنهم من يقول سبعة فرأيته قام على قدميه وفتح اصابع يده وقال خمسة فاستفقت وكأنت الرؤيا يوم دخولي السفينة فخشيت ان يكون أشار لايام الاقامة فيها وإذا الامر كما خطر لي سقاه الله من خمرة القرب صافيها وغاينت له غير ما ذكرت ولكن لما قصدت الاختصار على ما قدمت اقتصرت وقد بلغتني وفاته وانا بالبصرة وانها كأنت بدمشق في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين ومائة والف رحمه الله تعالى.