كم من ملوك تحت أطباق الثرى ... كم جاهل يملك داراً وقرى
وعالم يسكن بيتاً بالكرى
كشف الهموم عن الفؤاد دورانه ... آيات صدق أوضحت برهانه
ببلاغة كالدرّ زان حسانه ... لما قرأنا قوله سبحانه
نحن قسمنا بينهم زال المرا
وله تخميس بيتي الوزير لسان الدين بن الخطيب بقوله
يا زائراً من فاق كل العالم ... وسما إلى أوج العلا بمكارم
نادى الرسول بدر قول الناظم ... يا مصطفى من قبل نشأة آدم
والكون لم تفتح له أغلاق
بشفاعة عظمى حباك تكرّما ... وغدوت ختم المرسلين مقدّما
ولقد أتى بالذكر مدحك محكماً ... أيروم مخلوق ثناءك بعدما
أثنى على أخلاقك الخلاق
وله راثياً الشيخ إسمعيل العجلوني بقصيدة مطلعها
ليس يغترّ بالزمان خليل ... فالأماني شموسهن أفول
ونفوس الأنام في غمرات ... والمنايا كؤسها تنقيل
إن كست أنكست وإن هي يوما ... ان حلت انحلت كفاك القيل
والمرائي أعراضها ليس تبقى ... بزمانين عن قليل تزول
كم امام قد غرّ بالعيش فيها ... والمنايا بساحتيه نزول
كل نفس تذوق كأس ممات ... ليس تفدى ولا يراد بديل
منها
فاعتبر أيها اللبيب بقوم ... قد قضوا نحبهم بهم تمثيل
كالإمام الهمام مفرد عصر ... لعلوم شتى كذاك الأصول
عالم عامل تقيّ نقيّ ... ومبراً عما يقول الجهول
سيبويه الزمان نحواً وصرفاً ... وبياناً كالسعد حين يقول
أشرقت شمسه بأنواع لطف ... فاستنارت منازل وطاول
كوثر العلم شرحه للبخاري ... وعليه للطالب التعويل
وله غيره مآثر شتى ... وعليها من فيض علم قبول
ومنها
فهنياً لمن ثوى بضريح ... فيه روح وفيه ظل ظليل