وله تذييل بيتي العفيف التلمساني وتخميسهما على طريق السادة الصوفية رضي الله عنهم
إلا أن طوري من تجلى مكوّني ... تصدع فانشقت عيون تفنني
ومذ ظهرت بالدمع عين تعيني ... نظرت إليها والمليح يظنني
نظرت إليه لا ومبسمها الألمى
لقد فاح في الوادي المقدس عرفها ... وألبسنا ثوب المعارف عرفها
فما لمليح حسن سلمى ولطفها ... ولكن إعارته التي الحسن وصفها
صفات جمال فأدعى ملكها ظلماً
لقد عز من ذوق المعاني أولو النهي ... وذل بأفكار المباني ذوو الدها
فإن كنت منا أولها متوجهاً ... فول لها وجهاً ترى الحسن والبها
صفات لها حقاً وفي غيرها أسما
وله عند دخوله لثغر حماة المحروسة
حماة حماة قد أبادوا العدا على ... صواهل جرد دأبها طلب القاصي
ومدّوا رواق الأمن فيها لطائع ... وقد دار قهراً في أزقتها العاصي
وله في فسطاط مضروب على حافة البحر وفيه صديقة السيد إبراهيم أفندي
أنظر لموج البحر فوق الشط في ... حركاته مذ مدّ يحكي عسكرا
لمقام إبراهيم يأتي لائذاً ... صفاً فصفاً ثم يرجع قهقري
فكأنه قد جاءه مستنجداً ... ومقبلاً من تحت أرجله الثرى
وكتب إلي وأنا في طرابلس الشام
لقد قيل فيم النظم منك لأوجه ... تقلب في جوّ المعاني لكي يزهو
فقلت مرادي سيد وابن سيد ... خليل مزايا ماله في الورى شبه
لئن قيس من ساواه في فضل رتبة ... ففي الفضل لم يوجد لجوهره كنه
ففي كل رمز فيه شرح لحمده ... وفي كل وجه فيه رمز له منه
فأعجب بمن من رمزه شرح مدحه ... وأغرب بمن من حسنه كله وجه
وكتب إلي أيضاً
أخو العلم فيما همّ أو أمّ تلقاه ... لمدين ما يرجوه يمم تلقاه
فيقصر ممدود الأماني لنيله ... وإن كان يلقيه بذلة دعواه
لكل مراد قد توخاه جهده ... وأما مرادي عزماً قد توخاه
فنال به علماً يعزا طلابه ... بعيد على أبناء ذا العصر أدناه