يجوب بنا بيد أيضل بها القطا ... إلى أسعد المولى الهمام رسيمها
إلى ماجد لم يبرح الدهر واهباً ... رغائب لم يسمح بهن يميمها
يكتم مهما اسطاع جدواه للورى ... وكيف صرار المسك يخفي شميمها
ولا عيب فيه غير أن نواله ... إذا ضنت الانواء فهو سجومها
على الخير مقطور بغير تكلف ... سجية طبع عطر الكون خيمها
ومن لي بأن أرجي المطي على الدجى ... وتدنو بالآمال مني حلومها
لدار هي الدنيا وشهم هو الورى ... وجود هو الانواء سحت غيومها
فما روضة غناء جاد نبالها ... من المغدق الهطال جود يرومها
توالى على أرجائها غير ضائر ... وأمرع ما بين الرياض هشيمها
وظل يباري المندلي عرارها ... ويزهو لعين الناظرين جميمها
كأني قد أسقيتها من محاجري ... حياء سقاها من عيوني عميمها
باندي يداً منه وأبسط راحة ... تمادي على مر الزمان نعيمها
وكم من يد بيضاء من شام نورها ... يقل عاد للدنيا عياناً كليمها
أعد نظراً في وجهه تر بهجة ... هي الشمس لا يسطيع طرف يشيمها
وقوله من قصيدة ممتدحاً بها المولى خليل الصديقي حين ولي أفناء دمشق الشام
ألم والشهب حيرى في دياجيها ... طيف يقرب آمالي ويقصيها
فاعجب له من خيال زار مشبهه ... والعين لم تدن من غمض مآفيها
اني اهتدي المكاني والكري حقباً ... كراه عن وكر جفني ضل هاديها
يزورني والدجى سود غدائره ... وينثني وهي مبيض حواشيها
كي لا ينم على خود ممنعة ... لم يطمع الوهم يوماً في تلاقيها
مهاة حسن كخوط البان ان خطرت ... فالدل يقطر من اعطا فيها تيها
هي الغزالة في أشراقها فلذاً ... تكلف البدر لما رام يحكيها
وشاحها خافق يشكو الصدى أبداً ... من فوق أمواج حقف عم طاميها
وللحجول نعيم لا يزايلها ... يظل بالري غصاناً مجانيها
والحلم في قلبها خلق تزان به ... والقرط يبدي لنا طيشاً وتسفيها
تمشي كما لاعبت ريح الصبا غصناً ... أو كالغمامة تخطو في تهاديها
لولا دجى شعرها ما ضل ذو شجن ... ولا انثنى عن هدي لولا تثنيها
واهاً لقلبي كم يصلي بنار جوى ... وكم يساء بيأس من تجنيها