جنان المحأورة أبوابها ونادى أخيه مشرق تنتحيه الكرام من المغرب والمشرق وهو مستظل بأفيائه ومستقل بالكمال ومشتغل باحياء أحيائه يكتسب ولا يقتصر ولم يلو على ما لا يعني ولا ينتصر على انه سمح اللسان وفي الشعر وافر الاحسان فمما حباني من طرفه الغرر فبعث فيه الفكر من دون غرر أنتهى مقاله ومن شعره هذه القصيدة مدح بها أخاه وهي قوله
لا تلمني إذا خلعت العذارا ... فالتصأبي كم أستخف الوقارا
ليس للمرء حيلة في قضاء ... والهوى كم تلك الأحرارا
اقصر اللوم عاذلي ففؤادي ... كلما لمتني يزيد استعارا
قدك لا تشغل المعنى بعذل ... شغل الحلي أهله أن يعارا
أمن العدل لوم من سلب الأش ... واق منه الصواب والاختيارا
كنت أعصي الهوى قد جذبتني ... يده انقدت طائعاً مختارا
حمل القلب مثقلات غرام ... ويح قلبي كم ذا يطيق اصطبارا
فتهارى ما بين شوق ملح ... وعناء مقسم أطوارا
والدجى منقض بكاء وسهداً ... وزفيراً وانه وافتكارا
ودموعي تشب نار غرامي ... وعجيب ماء يؤجج نارا
لائمي لو سقيت كأس غرامي ... لم تفق منه صبوة وخمارا
علم البين ويحه سهر اللي ... ل جفوني وقلبي الانفطارا
وحمام الاراك اضمر جمراً ... في فؤادي وجدد الادكارا
ما صفت لي موارد الأنس الا ... أعقب الدهر صفوها أكدارا
وبعاد الحبيب انحل جسمي ... وجفاني الرقاد حتى غرارا
هان عندي بعد النوى كل صعب ... قمت فيه مخالف الأخطارا
الفتنى حوادث الدهر حتى ... تركتني لكل خطب مدارا
وفؤادي إذا به جر وجدى ... فجرى الدمع عندما مدرارا
أنا لو لم أعلل النفس طورا ... بالتداني وبالأماني مرارا
وبظن محقق في همام ... تخذ الحلم والعفاف دثارا
كنت أقضى أسى بفرط التياع ... يسلب اللب والفؤاد اضطرارا
خير ركن للحادثات معد ... ومقيل لكل كاب عثارا
كنت أشكو الزمان من قبل حتى ... رده شاكياً إليه اقتدارا
لا يبالي لاج إليه بحال ... أحسن الدهر أم أساء فجارا