للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الحج الشريف وحبس في قلعة تبوك في سنة خمس عشرة ومائة وألف بأمر من أمير الحاج اذ ذاك الوزير محمد باشا ابن كرد بيرم لما بلغه أنه يتكلم بحقه بعض كلمات لا تليق به وأنه مراده يجعل صرا لبعض العرب وكان أخذه من دمشق كتخدا له ثم بعد مدة أطلقه وعاد إلى دمشق وأخذ بدمشق عن الاستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي وقرأ عليه الفتوحات المكية لابن العربي رضي الله عنه ولازمه واختص بصحبته وكان للأستاذ نظر عليه وكان عليه تيمار قرية حلبون بدمشق وترجمه خاتمة البلغاء السيد الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه تذكرة العرب المتوفر فيه من الأدب الأرب بحسن أداء يعرب ويطيب ولطف خلق كل عضو فيه لسان رطيب وله شعر كالروض فتح الندى وجه ثراه فاستيقظ ثواره ونثر كأنه سقيط فيه در وقد تجسمت نوراً أنواره أغرب فيهما أحسن أغراب وأعرب عن فهمه بحسن تخيله أبدع أعراب فكأن حبيباً من لهجته تعلم والوليد على لسانه تكلم وهو رفيقي من عهد معرفتي الرفاق وزميلي في العشيرة التي أسست على محض الوفاق ولي معه مجالسات يستعير منها النسيم فضل التلطف ويأخذ عنها الهزار والغصن حسن الترنم والتعطف فتعطر منها مجامر الزهر في الأندية لنسائم الاسحار حواشي الأذيال والأردية ان سكرت بكلامه فنديمي ذكراه وتهدي لي شمائله الصا فيبعث إليه الروح في مسراه ويتحفني بكل ما يملك لب الاحسان مقتنيه ويدل على ما يثمر جمع الحسن مجتنيه فمما أملاه علي وهداه إلى قوله

علقته ذا قوام ماس من هيف ... كالغصن يعطفه من لينه الميد

يرنو بفاترة الأجفان فاتنة ... بالسحر غضبانة ما شأنها القود

بنغنغ فوق جيد أجيد يفق ... كذائب الدر تحت الدر يتقد

ممنطق فوق خصر دق عن نظر ... كالخيزرانة لطفاً كاد ينعقد

والردف مثل كثيب هامل ترف ... ان رام نهضا به الا امواج تطرد

وقوله

علفته ذا نواس مترف غنج ... كأنه كوكب يزهو بأطلسة

قد رق لطفاً فلو في لحلم أبصره ... أدماه في الطيف فكري في تخلسه

ضنيت سقماً فلو جس الطبيب يدي ... لم يلق منبي عضواً في تجسسه

وقد خفيت فلو وهم توهمني ... لما اهتدى لي وهم في توجسه

والنفس طارت شعاعاً في تنفسها ... مثل لحباب تفانى في تنفسه

وقريب منه قول ابن القيسراني في وصف شمعة

<<  <  ج: ص:  >  >>