لما رأيت بنات نعش أدبرت ... والليل مدمن الظلام رواقا
والسحب قد وكفت دموع جفونها ... والرعد صاح وطبق الافاقا
أيقنت أن الصبح مات وقد كسى ... الليل السواد لفقده الاشراقا
هو ناظر لقول الأديب أحمد بن منقذ
لما رأيت النجم ساه طرفه ... والقطب قد ألقى عليه سباتا
وبنات نعش في الحداد سوافرا ... أيقنت أن صباحه قد ماتا
وللمترجم
والله ما كنت أدري أن سيبعدنا ... هذا الزمان وسمط الود ينفصم
لكن يد القدر المحتوم قد رقمت ... به فحمد العل الشمل ينتظم
وقوله
أفديه ريمي المعاطف والطلا ... حلو المراشف مر بي يتبسم
يومي بحاجبه أتصبر للهوى ... وبطرفه قلب الشجى يكلم
وقوله مضمناً
ظبي أنس حاز أنواع البها ... وحكى غصن النقا لما اعتدل
رمت منه الوصل كي أحيا به ... فبدا في وجهه ورد الخجل
فأنتضى صارم لحظ باتر ... وغدا يشحذه منه الكحل
لا تلمني ان سطت ألحاظه ... يا ابن ودي سبق السيف العذل
وقوله
وإذا رمت رؤية الحب يوماً ... ابتلاني الآله بالرقباء
فينادي الفؤاد مما اعتراه ... آه من شدتي وفرط عنائي
هكذا الدهر شأنه عكس آما ... ل محب بل ذاك حكم القضاء
وقوله من قصيدة مطلعها
أبدى السلو لعذال وقد كتما ... وجداً فنم به الدمع الذي انسجما
متيم نسجت أيدي الغرام له ... ثوب الضنى فكست جثمانه سقما
لا يهتدي الطرف من وهن إليه وقد ... يكاد ريح الصبا يؤذيه ان نسما
وكيف يسلو رسيس الحب من لعبت ... به المحبة مذ لم يبلغ الحلما
فيا عذولي دع عتب المشوق فلا ... يصغي اليك كأن في سمعه صمما
ولا يميل إلى لاحيه في عذل ... فكيف يصبر فان والغرام نما
ففي حبائل هذا الظبي قد علقت ... حشاشة والحشا من حبه انفصما