يتبركون به وعلى كل حال فقد كان بركة الشام وخلاصة الأولياء الكرام أظهره الله بدراً كاملاً بالولاية وشمساً منيرة بالدراية والهداية نفعنا الله به وببركاته وأعاد علينا من نفحات نفحاته وكان مستقيماً في المدرسة النورية عند محكمة الباب ويقيم الذكر في مدرسة الخاتونية عند المحكة أيضاً وله حفدة ومريدون وتلاميذ وإلى الآن يقام الذكر هناك ورأيت للفاضل السيد محمد الجعفري تلميذه كتاباً ألفه في أحواله ورتبه على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة فالمقدمة في ذكر مولده ومنشأه وتنقلاته وسلوكه وبمدائه والفصل الأول في تجنبه عن الدنيا وزهده فيها وملبوسه وقنعه بالقليل منها والفصل الثاني في حسن مودته وسيرته واقبال الناس عليه ورأفته بهم وشفقته والفصل الثالث في تربيته للمريدين وكلامه حال الشطح والتنبه على انه مع حزب معينين والفصل الرابع في زياراته وبعض كرماته والفصل الخامس في ذكر نبذة تتعلق بفضائل دمشق الشام ذات الثغر البسام والخاتمة في ذكر طائفة ممن لهم في السلوك قدم راسخ ونسب رفيع باذخ شامخ وسماه الجعفري المذكور بالطبيب المدأوي بمناقب الشيخ أحمد النحلأوي وللماهر الشيخ عبد الله الطرابلسي نزيل دمشق رسالة فيه أيضاً وذكره الاستاذ العارف السيد مصطفى الصديقي الحسيني في كتابه الذي ترجم به من اجتمع معه من الأولياء وأثنى عليه وذكر من مكاشفاته اللامعة فمما اتفق لابن عمته قال أتيته بعد المغرب مرة في جامع في القرب من الشاغور البراني فقال لي أجلس إلى أن آتيك فذهب إلى الطهارة قال فرأيت الحائط قد انشق وظهر لي رأس كبير له عيون تقدح جمراً فخفت منه خوفاً شديداً ولم أستطع الفرار ولا القرار وكلما لمحت له بطرفي رأيته يرمقني فلما خرج غاب الرأس فوجدني مذعوراً خائفاً فقال جاؤا يجربونك فلم تثبت قال فقلت له أقسمت عليك بسيد المرسلين من هذا الذي رأيته قال السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومنها ما نقله الاستاذ في ترجمته قال ذهب بعض الاخوان إلى زيارة الشيخ مصطفى بن عمرو فجاء مع الشيخ عبد الرحمن السمان ومعهما غيرهما فقال له الشيخ مصطفى غنى لنا مطا وعيا فتوقف عادته ثم غنى فلقت له أعمل عشرة فأخذ ينشد فأعددت ما يقوله فلم يزد عليها ثم ذكرنا زيارة أبا يزيد البسطامي قدس سره فقال الشيخ عبد الرحمن هيا بنا الساعة فقلت هيا فسرت والمذكور صحبتنا يعني عن النحلأوي فلما وصلنا إلى زيارة سيدي أبا يزيد البسطامي رضي الله عنه توقف ولم يسر فسألناه عن توقفه فقيل له يقول