وكان المترجم ملازماً تلك العتاب رامياً بنفسه في رحب ذلك الجناب وترجمه الأمين المحبي في نفحته وقال في وصفه شيخ هرم يحدث عن سيل العرم مناخاته كلها سكر وأرى وفكاهاته ملؤها شبع ورى وقد عبثت به يد اللأواء فصيرته طوع مقتضيات الأهواء فحاله أضيق من فم الحبيب وأشد غصة من بأس الطبيب الا أنه وان أرهقه الدهر بصرفه ونبا به كأنه سها في طرفه فصفحته يغشي العيون ائتلاقها وشيمته ما غير المكارم اعتلاقها وله شعر جاش به خاطره فجاء كزهر الروض فاح عاطره أنتهى مقاله
ومن شعره قوله
ثنيت عناني عن فتية ... يرون من العار علمي وكتبي
وكانو أصحأبي علي زعمهم ... وكلهم قد تهيا لحربي
فأعرضت عنهم لهم قاليا ... ولم آل جهدا بشتم وسب
واذ ذاك لو هتفوا بي هلم ... لما كنت يا صاح ممن يلبي
وقوله
أقول لا هيف أضحى بقلبيمقيراً باختيار وانقيادأيا حلواً للما وأصل محبا
ولا تقصد مجبك بالبعادوبرد غلتي بالوصل انيأخاف عليك من حر الفؤاد
وقوله
سقياً لموقفنا العشية بالحمى ... نشكو الغرام ولفظنا الألحاظ
وعواذلي لما تشابه أمرنا ... هجعوا أسى لكنهم ايقاظ
فكأننا المعنى المراد لطافة ... وكأنهم في ضمنه ألفاظ
وهي عروض أبيات الأمير المنجكي التي هي قوله
ومهفهف لولا عقارب صدغه ... لتناهبت وجناته الألحاظ
طارحته ذكر الهوى وعواذلي ... لا نائمون ولا هم أيقاظ
نبدي الحديث ولا حديث كأنما ... عبراتنا ما بيننا ألفاظ
وقوله من قصيدة مطلعها
لك لا لغيرك في البرية أعشق ... يا من به ثوب الحشا يتمزق
يا مخجل القمر المنير وفاضح ال ... ظبي الغرير لك الجمال المشرق
اني أضعت جميع عمري رغبة ... في أن يرى لي من ودادك موثق
يا من به أضحى فؤادي راتعاً ... في روضة من حسنه تتنمق
وغدا لساني ناطقاً في حبه ... بمدائح تعلو وحمد يشرق