عشر خطب على المنبر الشريف بعد ما كان حافظاً للقرآن ويطلب العلم على مشائخه بالقدس كالشيخ محمد الخليلي والسيد مصطفى اللطفي والشيخ عامر وعمه الشيخ نور الله بن جماعة والشيخ المحدث أحمد الموقت القدسي وأجازه علماء مصر بالمراسلة وعلماء دمشق بقراءة الحديث والتفسير وسائر العلوم النقلية والعقلية فمن علماء الأزهر الشيخ محمد بن أحمد الأسقاطي الحنفي والشيخ عبد الله الشبرأوي الشافعي والشيخ محمد الدفري الشافعي والشيخ أحمد الملوي الشافعي ومن علماء دمشق الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والعالم حامد العمادي مفتي الحنفية والشيخ أحمد المنيني والشيخ صالح الجينيني والشيخ علي بن كزبر وكان المترجم يقرأ القرآن تماماً غالباً كل يوم في الصلوات الخمس وفي سنتها وقد كان يصلي ركعتين ليلاً يختم بهما القرآن تماماً وقد وقع ذلك منه مراراً مع اشتغاله بالمطالعة وبمصالح العباد وصنف أدعية سماها النور الوضاح ونجاة الأرواح وكان فاضلاً فقيهاً فرضياً تولى افتاء الحنفية بالقدس سنة اثنين وسبعين نحو عشر سنين وله فتأوي تسمى البدريه نحو عشرين كراسة وكأنت وفاته في صفر سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بباب الأسباط بتربة اليوسفية بالقدس وسيأتي ذكر والده محمد ان شاء الله تعالى ورثاه الشيخ محمد التافلاتي مفتي الحنفية بالقدس بقوله
لفقدك بدر الدين تشكو المنابر ... وينديك الأقصى وتبكي المحابر
وهدى محاريب الصلاة حزينة ... لموتك ما منها لبعدك صابر
لقد كنت في نادي الخطابة بارعاً ... بوعظك يا هذا تطيب البصائر
إذا ما تلوت الذكر في ملاء الورى ... تيقظ ذو سمع اليك وسامر
ومتعت بالفتيا زمان وعشت في ... رياض التقى وهي الرياض النواضر
وحين دعاك الحق نحو لقائه ... أجبت سريعاً إذ أتتك البشائر
فأوحشتنا يا بدر بعد تأنس ... وسرت لدار الخلد والقلب شاكر
فأحرقت أكباداً وأحزنت أنفساً ... وسرت لدار الخلد والقلب شاكر
وما هذه الأيام الأمر أحل ... وكل ابن انثى للمقابر صائر
وما الدهر الا عبرة بعد عبرة ... وفقدان أحباب وما هو حائر
وفي كل يوم للصحاب ترحل ... وكأس المنايا في المنية دائر
قدمت على رب كريم مواهب ... فبشراك بالرضوان يا بدر ظاهر
فصبراً جميلاً أعظم الله أجرنا ... بحسن عزاء فيك والدمع وافر
فيا معشر الاسلام جمعاً ترحموا ... عليه لتغشاه الفيوض المواطر
وصلوا عليه واغنموا أجر ربكم ... وهذا سبيل كلنا فيه سائر