ومن ذلك قوله الشيخ البارع أحمد الشراباتي الدمشقي
كأن زهور تلك الدفل لما ... تبدت فوق أشجار جسام
قناديل من الياقوت أضحت ... معلقة على خضر الخيام
وفيه للاستاذ عبد الغني النابلسي قوله
وأشجار دفال فوقها الزهر قد بدا ... كجمر على تلك الغصون توقدا
والاكتبر أحمر سال ساعة ... فصادفه برد الهوى فتجمدا
والا عقود من عقيق تنظمت ... وقد قلدوها ساعة الدوح واليدا
ومن قد رآه من بعيد يظنه ... هو الخد ممن قد هويت توردا
ويحلف أن الورد فوق غصونه ... بدا فإذا وافاه الكرما بدا
وللمترجم مضمنا
رشأ أدرا الكأس ليلاً بيننا ... من خمرة تحكي عصارة عندم
حتى بدا وجه الصباح فقال لي ... من عادة الكافور إمساك الدم
ألم يقول الأمير المنجكي
وروضة أنس بات فيها ابن ايكة ... يغرد والنادي الرخيم يشف
وقد ضمنا فيها من الليل سابغا ... رداء بأكناف السحاب مسجف
وباتت عرانين الأباريق بالطلا ... إلى أن بدت كافورة الصبح ترعف
وقد سبق المنجكي إلى ذلك ابن رشيق حيث قال
صنم من الكافور بات معانقي ... في بردتين تعفف وتكرم
ففكرت ليلة وصله في هجره ... فجرت بقايا أدمعي كالعندم
فطفقت أمسح مقلتي بجيده ... من عادة الكافور إمساك الدم
قال الخفاجي لكنه جعل جيد محبوبه منديلاً فدنسه فلو قال
فجعلت عيني تحت أخمص رجله ... إذ شيمة الكافور إمساك الدم
لكان أليق بالأدب ومن ذلك قول ابن برج الأندلسي وأجاد
ألا بشروا بالصبح مني باكيا ... اضربه الليل الطويل مع البكا
ففي الصبح للصب المتيم راحة ... إذا الليل أجرى دمعه وإذا اشتكى
ولا عجب أن يمسك الصبح عبرتي ... فلم يزل الكافور للدم ممسكا
وللخفاجي ما يشير إلى ذلك
وساق في السرور غداً طبيبا ... له طرف يشير إلى التصأبي
رأى في الكاس صب دم الحميا ... فذر عله كافور الحباب