كما يدب في المهوم طيب الكرى فلم يستفق الا وقد انشب فيه نابه وكان سبباً اقتضى انقباضه واجتنابه وقد لاكته السبعون ولاكها وهو يرصد من سماه أمانيه أفلاكها فلم يظفر بطالع كاسمه ولم يكن غير الأحن من قسمه وقد كان في الأدب قطبه الذي عليه مداره وبدره الذي لم يفارقه ابداره تنقاد إليه القوافي وستعده بالقوادم والخوافي وهاك منه ما يفضح الريم إذا شدن ويسري مسرى الراح في البدن انتهى مقاله وللمترجم شعر بديع فمنه قوله
كل حسن من دون حسنك دون ... أنت للحسن جوهر مكنون
يا نبي الجمال أوتيت حسناً ... أبداً نوره لديك مبين
ظهرت معجزات حسنك حقاً ... ولآياته لانت الأمين
لك لانت صم القلوب وفاضت ... فيك شوقاً من العيون عيون
ما خلاصي وبي غلو غرام ... وبجنبي منك حرب زبون
أنا من أمة الغرام لكل ... فيه شأن ولي بذاك شؤون
مذهب الحب مذهبي وهو ديني ... وبه الله في المعاد أدين
وقوله
حيث بانوا وأزمعوا التوديعا ... تركوا أثرهم فؤاداً وجيعا
قلدوا صارماً بباهر حسن ... واكتسوا سابغاً جمالاً بديعا
جنحوا للسرى الصباح سراعاً ... وبنوا بيننا حجاباً منيعا
طالما أوحشوا المعاهد منهم ... حيث كانت أو أهلاً والربوعا
يا سقى تربها يعاليل جود ... غب جدب يعود خصباً ربيعا
عرب ان ذكرتهم استهلت ... سحب الجفن بالدماء دموعا
حفظ الله عهدهم حيث كانوا ... لا يزالون يحسنون الصنعا
هم شموس الكمال أين استقلوا ... وبدور التمام ثم الطلوعا
فعسى الله رحمة عن قريب ... سوف يأتي بهم جميعاً سريعا
وقوله
كيف يرجو الخلاص صب توله ... بهوى مترف يفوق الأهله
ذو نفار حوى اللطافة طرا ... وبديع الجمال قد حاز كله
زان ورد الخدود منه حياء ... ماء عين الحياة أصبح طله
سرق اللب مذ بدا وهو يزهو ... من طراز البها بأحسن حله
موسوي من حسنه تهت فيه ... اتخذ الفرع للعقول مظله