السميدع السيد محمد كمال الدين ابن السيد مصطفى البكري بقصيدة وهي
لمن دار عفت بين الرسوم ... وأخطاها من الغيث السجوم
وأوحش أنسها صرف الليالي ... وفارقها الخليل مع الحميم
وما الدينا سوى جرعات ريب ... يجرعها اللبيب على الغموم
فكن ان أضحكت حذراً فعما ... قريب سوف تبكي بالهموم
ومن ظن الخلود بها فعما ... قليل وهو في طي التخوم
فأين السالفون من البريا ... وأين هم من البالي الرميم
فكم من عالم أمسى رهيناً ... بجفوته أنار دجى العلوم
وكم من زاهد فيها تقضى ... ومن ملك وغلاب الخصوم
وهذا الفاضل المولى سعيد ... مجد قد غدا نحو الكريم
أجل فتى أفاد العلم دهراً ... بذهن ما تلعثم في الفهوم
وكم من مشكل أبداه حقاً ... بما قد حاز من ذوق سليم
جميل الخلق والأخلاق طرا ... تحلى من حلى اسم الحليم
له في المسجد الأقصى دروس ... حلت في ذوق سامعها الفهيم
وكم أحيا به روضاً أريضاً ... من التمجيد في الليل البهيم
سليل أماجد من خير قوم ... لقد سلكوا على النهج القويم
وسبط المصطفى الهادي فأنعم ... بجد شافع وأب رحيم
ووالده زكا أصلاً وفرعاً ... بوالده الامام على العموم
هو الشيخ الخليلي حبر علم ... وبحر معارف وربا علوم
وأزهد من هدى فيما روينا ... وشيخ بني الزمان بلا قسيم
أقام شعار من سلفوا بخير ... ونال من الرضى أو في السهوم
مشى في طاعة وعفاف ذيل ... وحسن شمائل وجمال خيم
ولم يطل المقام بدار دنيا ... وذا دأب الخيار من القديم
وحين دعاه داعي الموت لبى ... وسار مسارعاً عفو الرحيم
فاقفرت الديار وغاب عنها ... هلال واستهل سنا النجوم
فمن للعلم أو للذكر يبدي ... ومن للرشد والفضل العميم
وقد أرخت حين قضى ببيت ... فجاء فريدة العقد النظيم
محمد السعيد نسيب طه ... سرى نحو الجنان مع النعيم
فيا رباه زده رضى وعفواً ... وتقديساً بمرقده الوسيم