وكيف وقد ملكت زمام حسن ... بشطر منه جاء الأنبياء
فأحسن منك لم ترقط عين ... وأجمل منك لم تلد النساء
ولدت مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
محياك الجميل له ثناء ... لطلعتها حكتك به ذكاء
رسول الله يا غوث البرايا ... وملجأها إذا عم البلاء
شعيب قد ألم به خطوب ... يضيق الصدر عنها والفضاء
ومنها
ضعيف عاجز قلق ذليل ... له جرع الأسى أبداً غذاء
وقد فقد القوي كلا فأضحى ... وثكلى في كآبتها سواء
حزين دائماً حتى إذا ما ... جلاه الصبح كدره المساء
ومنها
له دارك رسول الله غوثاً ... إذا ما بالذنوب غدا بجاء
عليك الله صلى كل آن ... مع التسليم ما لاحت ذكاء
كذاك الآل والأصحاب جمعاً ... دواماً لا يرى لهما انقضاء
وله عدة نبويات عشقتها الأرواح والنفوس واتخذتها الأحباب تمائم فوق الرؤس وأما غزلياته فقليلة من ذلك قوله
وظبي من ظباء الأنس وافى ... بوجه يخجل البدر الاتما
وخد فيه جمر شاب ثلجاً ... فواعجبي لجمر جامع الما
وثغر قد حوي دراً وشهداً ... فواظمائي لشهد صار طلما
وجيد زانه خال كمسك ... وقد ما برا الا وأدمى
منها
سكرت ولم يكن في الحان خمر ... سوى الألحاظ حين إلي أومى
فقلت له وقلبي لم أجده ... لدي وكيف قلبي منك علما
فقال وكم لمثلك من فؤاد ... عليه قد وضعت يداً ورسما
ولكن أنت طب نفساً فإني ... أمين لا أخون العهد ظلما
وله غير ذلك وهذا ما وصلني منه وفي سنة اثنين وسبعين ومائة وألف أراد الحج من جهة مصر فأدركته الوفاة في الطريق رحمه الله تعالى.