ولما قتل ابن عمه المزبور أهين وأخذ منه مبلغ من الدراهم وصارت له اهانة كلية ووقف وقفاً بدمشق على ذريته وكان يستقيم في أوقات إيناسه في جنينة والده المعروفة الآن بالمترجم بالقرب من جامع السادات بمحلة القصب وكان كريم الذات وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه شريف زكي الأصل مستوثق من الكمال بالقول الفصل كرم نفساً وذاتاً وكمل ذاتاً وصفاتاً فاستشرف منه العلي بدراً وشرح به فؤاداً وصدراً وأنزله في برج السيادة وألقى إليه ذمامه وقياده فما لبثت عليه عمائمه ولا ردت ريحان شبيبته عمائمه الا وهو خط وحط والأماني تناظره بعين الرضي وتلحظ طافحاً بسؤدد ومجد ومستفزاً إليه من غور إلى نجد تحمله عواقب آرائه وتحسده الشمس من بين نظرائه عقل كما رسى الهضب وفكر كما صقل العضب وقناة يراعة لا تغمز وذكاء من ريقة الشمل كما يرمز وشيم تتمناها قطع الرياض وفكاهة كما اضطرد الجدول على الرضراض انتهى مقاله وكان ينظم الشعر الا أنه نزر قليل فمنه قوله مشطراً
له وجنات في بياض وحمرة ... كعقد من الياقوت زين به النحر
فيا حسن لاذ بالدمقس توشعت ... فأوساطها بيض وأطرافها حمر
رقاق يجول الماء فيها كأنها ... شقائق نعمان يكللها القطر
وثغر به راق الرضاب كأنه ... زجاج أريقت في جوانبها الخمر
وله
وهضيمة الكشحين خود فوقت ... سهم المنايا نحو قلبي المغرم
فإذا بها لهب الغرام وقد غدت ... من أدمعي تجري كلون العندم
وله
قالوا اشتكى في ركبتيه علة ... أعيته حتى أعجزته قياما
قلت الحرى بتلك منه لسانه ... قطعاً لئلا يستطيع كلاما
وله مشطراً بيتي ابن عمه السيد فتح الله الدفتري بقوله
بقيت مادامت الأفلاك دائرة ... وما تزينت الزرقاء بالزهر
ولا برحت من الأفراح في حلل ... تدير فينا شموس الراح في السحر
ودم تقلد أسماعاً لنا درراً ... عن مثلها يعجز النحرير ذو الفكر
وسورة الحمد نتلوها بالسننا ... كما تلا الطرف منا سورة القمر