والشيخ أبو المواهب الحنبلي والشيخ محمد الكاملي والشيخ عبد الله العجلوني نزيل دمشق وغيرهم حتى برع في جميع العلوم ودقق فيها وحررها لا سيما علم الفرائض والفقه والأدب ونظم في الفرائض منظومة نحو أربعمائة بيت سماها قلائد المنظوم في منتقي فرائض العلوم وشرحها شرحاً كشف عن وجوه معانيها لم ينسج على منواله سماه نثر لآلي المفهوم شرح قلائد المنظوم وله شرح على الدر المختار شرح تنوير الأبصار للعلامة الشيخ علاء الدين الحصكفي سماه مفاتح الأسرار ولوائح الأفكار وصل إلى آخر كتاب الصلاة ومن كتاب النكاح نبذة رائقة وتحريرات فائقه وله ديوان شعر وديوان خطب وغير ذلك من التعليقات وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له شيئاً من الشعر وقال في وصفه هو في النباهة متخلق وبالآداب الغضة متعلق لبس حبائر الحمد مفوفه واقتضى عدة الفضل لا ممطولة ولا مسوفه يغازل الألطاف غزل ابن اذينه ويكلف بها كلف جميل ببثينة بشباب له مجني رطب ومهتصر وعوده الطري لماء الحياة معتصر فعين الرجا شاخصة إليه وسمع الأنامل يطن بالثناء عليه بطبع ينير فيجلو الظلام المعتكر ويفيض فيخجل الوسمي المبتكر وله شعر حقيق بالاعتبار راجت بضاعته فنفق عند أهل الأختبار أرق من نسمات الأسحار وانضر من الروض المعطار فمما أهداه إلي وأرسلها بكراً تجلى لدي قوله
يا فريداً حوت بدائعه الغر ... كما لا يرف لطفاً وحلما
لم تدع للأنام أبكار أفكا ... رك معنى نصوغه فيك نظما
لا برحت الزمان تطلع في أف ... ق المعالي فرائداً بك تسمى
فأعذر الفكر في القصور فإني ... يدرك الفكر بعض معناك فهما
سيدي وسندي الذي قلد أجياد البلاغة بغرر فكره وقسم السحر من بدائع نظمه ونثره وأدار على النهى سلافة ألفاظه وحكم كلماته وعطر الأرجاء بطيب نفحته وصيغ عباراته وأودعها عرائس أبكار ألذ من المنى عند النفوس يقول مقبل أردانها لا عطر بعد عروس وكيف لا وقد صير بديع الزمان من رواة أقلامه وصاحب قلائد العقيان من جملة خدامه وأوقف العيون والأسماع بفنون طرزها بتوشيح اليراع ورصعها بجوهر ايجازه فلولا الكتاب لتليت من سوره وعدت من أعجازه فهو لعمري آية لم يسمح بمثلها الدهر وحديقة كلل أغصانها الزهر فالله تعالى يحفظها على الدوام ويحرسها من غير الأوهام هذا والمتوقع من سحاب