وباع إذا مدت أقل بنانه ... تناول من أفق السموات كوكبا
فصيح بليغ ساد إذ شاد للتقى ... مناراً به تقضي الهداية مأربا
وأصبح في وجه الفضائل غرة ... جلت من دياجي المدلهمات غيهبا
أقول وقد أهدى إلي رقائقاً ... بها طائراً لاذ كأرشب فشببا
أروضة فضل جادها صيب الذكا ... فهش محياها نباتاً وأعشبا
أم الخود زارتنا على غير موعد ... تبيح لنا ذاك الجمال المحجبا
وقد سحبت ذيل الدلال ملاحة ... وأعرب باهي الوجه منها فأعربا
أم الشمس من أفق المعالي تلألأت ... أم البدر وافى بالسحاب منقبا
أم النسمة المعطار أهدت لنا شق ... روائح هاتيك الحدائق والربا
أم البارق النجدي هاج وبعضه ... غرامي فلولا مدمعي كان خلبا
لعمرك ما عقد الجمان تلدت ... به الغيد ما روض المسرة أخصبا
وما بهجة الحسن المصون بناظر ... المشوق أسالت مدمع العين صيبا
وما قاصرات الطرف نيطت خدودها ... على مثل هالات البدور وأهيبا
بأعذب لفظاً من قواف قد اقتفت ... لنا أثر الكندي وابن طباطبا
ورقت فراقت في خروق مسامعي ... وغنى بها شادي السرور فأطربا
أتتنا بأبكار المعاني رقيقة ... وقد لبست ثوب البلاغة مذهبا
فحرك مني لطفها كل ساكن ... وأوقد من جمر القريحة ما خبا
اليك فخذ مني جواب ابن مسرع ... من الدهر لولا أن يعق لأطنبا
خواطره شتى وعنك بباعه ... قصور وقد عزت أمانيه مطلبا
بأي لسان أم بأي قريحة ... يجازيك شرقاً في القريض ومغربا
دع العتب وأصفح عن زخارف فكرة ... إذا ما جواد النظم جال بها كبا
ودم في سرور ما هفت نسمة الحمى ... وغيث على الأغصان ساجعة الربا
وللمترجم مؤرخاً بناء قصر للأمير عمر الحرفوشي سنة سبع وسبعين وألف
أرواق مجد تحته لك مقعد ... أم صرح سعد بالنجوم ممرد
أم هذه نعم الأمير أباحها ... للواردين فطاب منها المورد
نعم من الباري نرى أظهارها ... مما يؤكد شكرها ويؤيد
عمر الأمير الندب من غمر الورى ... احسانه الصافي فكل يحمد
ليث يريك البرق في يوم الوغى ... عضب يجرده وطرف أجرد
من أسرة سادوا الورى بمكارم ... غرو آلاء لهم لا يخمد