رعاع الأشراف وهجموا على دراهم الكائنة بالقرب من باب القلعة وأرادوا ايقاع الضرر وتحريك الفتنة وكان ذلك باغراء بعض الأعيان ثم عزل في أثناء ذلك واستقام بداره منزوياً وتراكمت عليه الأمراض والعلل إلى أن مات ولم تطل مدته وكان جسوراً مقدماً مهاباً متكلماً ندباً محتشماً مع فضل تام وأدب وافر وأقرأ في داره بعض العلوم ودرس وبالجملة فهو أفضل من والده واخوته وكان بينه وبين والدي محبة وتودد وبينهما المطارحات الأدبية والنوارد العلمية وامتدح الوالد ببعض القصائد وترجمه الأديب الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه أديب مستوثق عري النبوة ومستنشق عرف الأبوة انتقى من جوهر الأدب انتقاه وارتقى منه ذرى عز مرتقاه وغاص في بحر اقتنائه وعرف وجه اعتنائه فصقلت مرآة أفكاره كما صقل النسيم صفحة النهر في أبكاره انتهى مقاله ومن شعره قوله من قصيدة امتدح بها جده الاستاذ سيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله تعالى عنه.
برق على الروم من أفق العراق سرى ... وهنا فلم تغتمض أجفاننا بكرى
دعا القلوب لنار الوجد فاستبقت ... تسوق أشجانها تلقاءه رمرا
وواصل الومض من حر الجوى شهب ... وبث في الأفق من أناته شررا
وكاد يحرق أحشائي بلاعجها ... لولا سحائب دمع وبلها انهمرا
تهمي اشتياقاً إلى دار السلام ثرى ... من أصبح الكون من أنفاسه عطرا
قطب الجلالة محيي الدين من سطعت ... أنواره وجلت عزماته الغبرا
الباز الأشهب عبد القادر الأسد ... الهصور من وجمت منه أسود شرى
الهاشمي المنتمي من عنصر الحسن ... السبط الشريف الذي من ظهره ظهرا
سلالة السيد المحض ابن فاطمة ... بنت الحسين الذي في كربلا صبرا
سليل ذي الغار خير الصحب قاطبة ... من أم موسى أبيه الطيب السيرا
فرع الأطائب أصحاب الكساء ومن ... للمستميح عباب بالهدى زخرا
خير النبيين وأبناه وفاطمة ... والمرتضي رابع الأصحاب والأمرا
هذا هو المحتد الوضاح والنسب ... الرفيع والعنصر السامي الذي بهرا
هذا الفخار الذي صلصاله مزجت ... أجزاؤه بحياة الوحي واختمرا
جرثومة من وشيج المصطفى نشأت ... وأطلعت للهدى في أفقها قمرا
بدر تبلج للارشاد شارقه ... فلم يدع في سبيل الرشد معتكرا
وقال مشطراً أبيات الطغرائي