والألباب والبيت لثاني أحد وأربعون حرفاً كل حرف على افتتاح بيت مدح بأوصافكم السنية بما هو أرق من مساجلة ذوي الآداب وأطيب نفحاً من عرف الرضاب وأعذب من ارتشافه للمعشوق المصاب وأشهى إلى النفوس من اعتناق الأحباب
مولاي دونك ألفاظاً بها سمحت ... قريحة من بقايا عرف عدنان
حوت بذائع من فن البديع وقد ... دقت معاني عن قس وسحبان
فاليكها عروساً أرق من نسمات السحر والسحر الحلال وألطف من صفاء الورد وصافي الزلال ليس مهرها الا الأعضاء وحسن القبول ولعمري إن هذا لهو غاية السؤل والمأمول ولم تكمل لها هذه الأوصاف الحسني الا بتضمنها مديحكم الأسنى وعذراً مولاي لقاصر عن درجة التمييز ونصراً لمن جعله أهل فنه أنكر من الحال والتمييز ولكن بعز جنابك غدوت أعرف من العلم وأشهر من نار على رأس علم ولا يعرف الفضل الا ذووه ولا يغتدي بلبانه الا بنوه وهذه هي القصيدة الميمونة الغرا المنتظمة في سلك قوله صلى الله عليه وسلم إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً انتهى وهي قصيدة لم تسمح بها قريحة شاعر ولم تر مثلها مقلة ناظر احتوت على كل بيت بتاريخين ولولا خوف تحريف الكتاب لذكرتها برمتها لكن حذراً من تغير الأبيات بالألفاظ تتغير حساب الأعداد من التواريخ فيذهب رونقها والا فهي جديرة بأن تتوشح بها الأوراق وتنتظم بعقود فرائدها النظيمة العجيبة الاتساق ومن شعر المترجم قوله ممتدحاً ومهنياً والدي بقصيدة مطلعها
هذا حمى الا من باليمن ازدهى أنقا ... من شام اتقانه الباهي به أنقا
أركانه أحكمت للوافدين على ... وفق لسرور فأضحى نيراً طلقا
وكيف لا وجمال الأنس يشرق من ... أرجائه فهو مأوى فرحة ولقا
نقوشه تزدهي الرائي برونقها ... فتملأ الطرف حسن أذلها رمقا
من أصفر فاقع مع أحمر بهج ... وأبيض بصفاء قد غدا يققا
رقائق الحسن اتقاناً به جمعت ... مع ابتهاج يسر القلب والحدقا
لا زال دهراً منيراً مشرقاً بسنا ... مشكاة أهل المعالي سؤدد أو تقي
على شأن مرادي العلا شرفا ... من ساد شأواً رفيعاً جاوزاً لافقا
قد اغتذى بلبان المكرمات إلى ... أن فاق أقرانه حيث اغتدى أفقا
أكرم به ماجدا ماجد في أرب ... الا وأضحى به قضبانه حذقا