للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودفن بتربة الباب الصغير بالقرب من مرقد زين العابدين رضي الله عنه وأما أولاده المذكورون فالسيد يعقوب كان أديباً وستأتي ترجمته وأما السيد إسحق فكان مباركاً وتوفي مقتولاً بحماة في سنة خمس وثمانين ومائة وألف وأما السيد محمد فكان خطاطاً وتولى نقابة دمشق وتوفي في سنة ست وثمانين ومائة وألف بحماه وأما السيد صالح فكان صالحاً وكانت له رتبة اعتبار المدرسين بدمشق وتوفي بها في سنة اثنين وثمانين ومائة وألف وما السيد عبد الرحمن فكان عالماً فاضلاً ومرت تراجم بعضهم في هذا الكتاب وقد رثى المترجم السيد مصطفى العلواني الحموي بقصيدة مطلعها

هوت من بنا المجد الرفيع دعائمه ... وأقوت مغاني أنسه ومعالمه

وأصبح ركن المكرمات مضعضعاً ... ويا طالما شادت فخاراً مكارمه

وأغطش ليل ليس عندي نهاره ... بأبيض بل يربو على الليل فاحمه

وإن نهاراً شمسه غربت ولا ... يرجى لها الاشراق يظلم قاتمه

أبان ضمير الدهر عن سوء مخير ... لقد ظل فينا برهة وهو كاتمه

إلا رحمة عند المنون لماجد ... لقد وسعت أهل الزمان مراحمه

تجهم وجه كان بالأمس ثغره ... ليفتر عن تلك المسرات باسمه

وأوكف دمع الحزن دمعاً كأنني ... به إن تمادى يملأ الحزن ساجمة

فواعجباً للطود يودع حفرة ... وما برحت فيح الفلاة تعاظمه

ويحويه بطن الأرض وهو الذي حوى ... مكارم عنها ضاق لا شك عالمه

منها

رضيع لبان المجد ما سنه وإن ... تناهى عن استرضاع ذلك فاطمه

إذا هو أعطى استأصل الجود ماله ... وما هو إلا في المبرات قاسمه

منها

ليبك عليه حندس الليل إنه ... لقد عرفيه بعده الآن قائمه

يبيت يجافي الجنب عن خير مضجع ... فليس سوى طول السجود يلايمه

ويزري على خديه دمعاً يثيره ... توهج قلب خوفه الله ضارمه

ويتلو كتاب الله وهو الذي به ... لقد عمرت أوقاته ومواسمه

بذلك إن الله يحبوه بالرضى ... دلائل خيرات تظل تلازمه

أبى الله إن الدهر مهما تفاقمت ... حوادثه عن فعله البر حاسمه

لتهن به الحور الحسان فإنها ... لفي غرف الفردوس أمست تنادمه

على ذلك القبر الذي فيه قد ثوى ... لينهل من مزن الرضى متراكمه

مدى الدهر ما هب النسيم وغردت ... على فنن الغصن الرطيب حمائمه

<<  <  ج: ص:  >  >>