فلا خلا من هواه لي خلد ... وذاك بيني وبينه النسب
وقوله
لا وصدق انتما المحب الودود ... لغرام سما به للسعود
ونزول الحمى وقد طال نأى ... باشتياق ونمى من المعمود
وارتضاع لما جلتها أكف ... خضبتها دما ابنة العنقود
وارتشاف اللمى ولثم خدود ... واعتناق الدمى ذوات النهود
ما الهوى بي كما يظن جهول ... بل غرامي بما عليه شهودي
وقوله
لست إلا كلا على اشفاقك ... فبر حماك جد على عشاقك
وأعد نظرة الحنان لقلبي ... روع من لم يزل على ميثاقك
وأرع ودارضيته منك حاشي ... نبذ وداتي على مصادقك
إن قلباً حللته عرض أنت ... به جوهر على اطلاقك
كيف يرضى دون التملي بلقيا ... ك محب إقالة من وثاقك
وقوله
امنح الطرف منك طلق العنان ... لأجتلاء الورود في الأغصان
والثمن من اللثم باللحاظ منك خدوداً ... صبغها من صنائع الرحمن
واغتنم طيب وصله فلعمري ... إنه غرة بوجه الزمان
فانتهز فيه فرصة لأمانيك ... وحسب الشجي نيل الأماني
حيث وجه الزمان طلق وريعان ... التصابي اقباله متداني
وبحيث المنى يسرك منها ... ما تدانت قطافه للبنان
واصطحب للندام كل مجيد ... لقصار الفصول ذات المعاني
المعى حلو الحديث يجاريك ... بما يشتهيه ذي تبيان
واصطفى للغناء كل طروب ... ناعم الصوت متقن الألحان
يوسع السمع شدوه طرباً والقلب ... شجواً بأنة الأشجان
وأغن يا صاح قبل فوتك واستج ... ل عروساً بمطريات الأغاني
وأجتليها عذراء كأساً وكأساً ... يتلألأ حبابها كالجمان
يتهادى بها اليك غرير ... خنث اللحظ فاتر الأجفان
لين العطف يستبيك إذا ما ... قام يختال مثل خوط البان
يشبه النور منه رونق وجه ... وترى الخد منه كالأرجوان
واجتنى للمشام من يامن يانع الزهر ... صنوفاً من روضك الفينان