وما هي إلا الزاهرات فلو بدت ... لقامت مقام الزهر والليل مظلم
تمنع بها من مادح ليس يرتجي ... من الدهر شيئاً غير أنك تسلم
وحسبك شكري ما بقيت على المدا ... وقلبي وأعضائي تصدق والفم
فكتب المترجم إليه مراجعاً بقصيدة مغيراً للوزن لا القافية
حسب المنى حيث الحوادث نوم ... وحواسدي وعواذلي واللوم
وافتنى الحسناء في داجي ذوا ... ئبها وللأشواق في مخيم
عذراء وافت وهي تخترق الضيا ... من وجهها مذ لاح فيه تبسم
فتعطرت منها الربوع وفاض في ... أنحائها منها السنا يتسنم
ولطالما راقبت من ولهي بها ... طيفاً يلم بزورة تتنعم
ومن اغتذى ضرع الهوى هل عينه ... يوماً بتهويم الكرى تتنعم
كلا إذا الأحشاء خامرها الهوى ... قدماً فلا عجه بها متضرم
وافت فحق لها الهناء بها كما ... الواشون حق لهم بذاك ترغم
فغدوت ذا طرب قرير العين سلك ... الشمل بالأحباب لي متنظم
لأبدع إن أسلو إذاً وأجر ذيل ... العجب تيهاً والهوى أتهكم
وأميد نشواناً بكأس حديثها ... وثناء ناظم عقدها أترنم
لم لا أكن بثناه مترنماً ... وهو الأمين وبالمنى المتكرم
الأريحي المكرمات ومن حوى ... حسن الحلا فيها عدا يتوسم
رب الفصاحة والنباهة من غدا ... وله من الفضل الجسيم تجسم
ما اللطف في النسمات إلا من كريم ... خلاله وبعرفها يتنسم
تخذ التطول بالمكارم عادة ... فكأنه كلف بذاك متيم
لا غروان ملأت محامده المسا ... مع وأستلذ سماعها المترنم
يا فرع أبناء الكرام ومن لهم ... في كل محمد رتبة وتقدم
بشراك ما أوتيت من أجر بما ... عاينت من وصب عداك يميم
فتهن مأجوراً ومسروراً بعا ... فية أتتك فلا عدتك تعمم
وعدتك أسقام عنتك وللعدى ... العادين وافت بينهم تتقسم
وبقيت في ظل التهاني سالماً ... والعيش مخضر لديك مخيم
واليكها قسية ألفاظها ... كالدر في سلك الثناء تنظم
جادت بها منى قريحة موقن ... بجمودها إذ جاء منك مهيم
فأعذر وكن بثنائها متمتعاً ... حسب المنى حيث الحوادث نوم
فكتب إليه الأمين معتذراً عن مراجعته بقصيدة لعارض المرض بقوله