حافظاً للوقائع مطلعاً على غوامض النقول جامعاً للفروع وحائزاً للاصول ولد في حدود الأربعين بعد الألف كما نقلته من خطه وقرأ القرآن وبعض رسائل مقدمات العلوم ثم رحل إلى الرملة وأنتمى فيها إلى خير الدين المفتي الحنفي وعليه تفقه وبه أنتفع ولازمه ملازمة الظل للشبح وكان هو كاتب الأسئلة الفقهية عنده وقد رتب فتأويه المشهورة ورحل في أثناء إقامته إلى دمشق مراراً ثم بعد وفاة شيخه المذكور عاد إلى دمشق واستوطنها وكتب كتباعد يده بخطه وكان له معرفة في أسماء الكتب ومؤلفيها والأسماء والألقاب والوفيات والأنساب واستحضار الفروع الفقهية والعلل الحديثية مع الفضل التام ورحل إلى مصر وأخذ فيها عن مشايخ أجلاء منهم الشيخ علي الشبراملسني والشيخ محمد البابلي وأخذ عن الشيخ محمد بن سليمان المغربي والشيخ يحيى الشنأوي المغربي والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني ومن مشايخه الشيخ محمد بن دأود العناني المصري والشيخ أحمد العجمي المصري والشيخ أبو بكر ابن الأخرم النابلسي والشيخ عبد القادر بن أحمد العفيفي الغزي وأخذ بدمشق عن الشيخ إبراهيم بن منصور الفتال الدمشقي والشيخ نجم الدين الفرضي الدمشقي والشيخ رجب بن حسين الحموي الميداني نزيل دمشق ويحيى بن دأود السوبسي الهشتركي وغالب علماء تلك الطبقة وأكمل تاريخ ابن عزم وألف بعض رسائل تاريخية ولم يزل كذلك إلى أن مات وكتب إليه السيد سليمان الحموي نزيل دمشق يطلب منه عاربة الجزء الأول من كتاب الكامل للمبرد بقوله
مولاي إبراهيم يا ذا العلا ... ومن هو المدعو بالفاضل
تفديك روحي إنني لم أزل ... أرجوك للعأجل والأجل
وإنني أصبحت في كربة ... فامنن بتفريج لها شامل
وإن حظى قد غدا ناقصاً ... فارسل له جزأ من الكامل
لا زلت في عز وفي سؤدد ... ما اخضل روض بالحيا الهاطل
وكتب إليه السيد محمد أمين المحبي بقوله
لابن عبد العزيز إبراهيما ... خصل كم بهن إبراهيما
أدب يخجل الرياض ولفظ ... همت فيه وحق لي أن أهيما
وكمال يهفو له كل فهم ... صيغ منه يطلب التفهيما
رأيه الصبح والصباح إذا لا ... ح جلا بالضياء ليلاً بهيما
وبالجملة فقد كان من محاسن دمشق توفي بها يوم الثلاثاء سادس صفر سنة ثمان