فيا لائمي المذموم في شرعة الهوى ... اليك فإن اللوم في الحب لا يجدي
ودعني ومن أهوى فإن مسامعي ... عن العذل اللاحين كالحجر الصلد
هو الحب مهما شاء يفعل بالهنا ... وها أنا في طوع الغرام كما العبد
ومن يعشق الغيد الحسان فإنه ... أسير العنا حلف المراجع والجهد
ومن يرتجي وصلاً يجود بروحه ... وهل يختشي من لسعة طالب الشهد
وإني على حكم الهوى نائب الجوى ... معذب قلب بالصبابة والوجد
أطارح ورقاء الغصون من الأسى ... وما عندها من لوعة بعض ما عندي
وأهفو إلى مر النسيم سحيرة ... إذا فاح من أرجائه من شذا الند
وأصبو إليه كلما لاح بارق ... وذكرني الثغر الملظم بالعقد
رعى الله ليلات مضت بوصاله ... بفرط سر ورجل في الوصف عن حد
أو يقات حسن بالهناء اختلستها ... وقد أنجزت وعدي وتم بها سعدي
رشفت بها كأس المسرة مترعاً ... وأطفأت ما في القلب من حرقه البعد
فهل يسمح الدهر الضنين بعودها ... وتجلى بصبح الوصل ليلاً من الصد
وإن ضمناً ثوب الظلام كما نشأ ... ونحن بأمن من رقيب ومن ضد
أبث له شكوى التباريح غبما ... أعانق ما بين الوشاح إلى الخد
وأقطف ورد الخد لثماً بلاعناً ... وأرشف من ذاك اللما أعذب الورد
عسى ينجلي صبح الهنا بوصاله ... وارتع في ظل من الأنس ممتد
وقال
لا ينتهي في السقم حده ... من شفه في الحب وجده
كيف الهناء يرى لقلب ... زاد بالتبريح وقده
حتى ترقب يا فؤاد ... الوصل ممن طال صده
وإلى م ترعى النجم وال ... محبوب لذ لديه سهده
أبداً وإن كثر الصدو ... ذ ودام بالهجران فقده
لا أنتهي لا أرعوي ... وأنا الكئيب الصب عبده
بأبي العيون الغائرات ... وسيفها الماضي فرنده
قمر تجلي في سماء ... الحسن لكن تم سعده
درى ثغر عاطر ... يشفي سقيم القلب عهده
نفديه منا بالنفوس ... وليس ينجز قط وعده
ما الظبي عند نفاره ... ما الغصن حين يميس قده