ما امتاز ربع غرامي حين أرخه ... وبيت صدق مرامي فيك ملموس
ثم كتب اليوسفي المترجم إلى السويدي في مجلس أحد أمجاد حلب ارتجالاً بقوله
بغداد دار الفضل قد بزغت بها ... شمس الفضائل في رفيع علاء
سمحت بحسن سعودها لسعيدها ... ولقد أرته محاسن الشهباء
حيث استنار الفضل من اشراقه ... لما بدا في طالع لألاء
أو ما ترى بقدومه الزاهي انجلت ... في طالع يزهو على الجوزاء
أهلاً به وبحسن بهجة فضله ... وبشعره السامي بحسن ذكاء
لا زالت الشهباء من أنواره ... بالفضل تستجلي أتم بهاء
ما اليوسفي بدر نظم قريضه ... يروي حديث بلاغة الفصحاء
فأجابها السويدي ارتجالاً أيضاً بقوله
أتى سعيد حيث نلت سعادة ... في رؤيتي لمحاسن الشهباء
أنعم بها وبأهلها فلقد حوت ... حسناً لناظرها جميل بهاء
جلت عن التشبيه إلا قولنا ... هي جنة الدنيا ونور الرائي
فالله أحمد حيث بدل سفرتي ... عن تدمر بمدينة حسناء
فأنا السعيد وباغتنام اليوسفي ... قد صرت أسعد إذ بلغت منائي
من درة في شعرة من جوهر ... في نثره متلألئ اللألاء
شكراً لمجلس سيدي عثمان مذ ... بجلوسه مستجلب الآلاء
أكرم به وبربه وبصحبه ... درت عليه سحائب النعماء
ثم إن المترجم أنشد في مجلس نقيب حلب الكواكبي بقوله
كواكب الفضل قد لاحت سواطعها ... ونال منها سعيد غاية الأرب
فأحمد الله إني كنت عندهما ... أنزه الطرف في روض من الأدب
فيالها ساعة قد أسفرت علناً ... عن كل ما تقتضيه بهجة الطرب
فأجابه السويدي وقال
كواكب المجد في بحبوحة سطعت ... فزينت فوق حسن زينة الأدب
أنا السعيد لما عاينت نظرتها ... وحسنها اليوسفي بالأنس والطرب
وصرت أسعد مذ فخري لمفتخر ... كواكبي حيث عمتني منا الأرب
ومن شعر صاحب الترجمة قوله
سكرت بعيني من أحب فلم أزل ... مدى الدهر نشواناً وعقلي ذاهل