جلت علي كؤساً من مراشفها ... وبددت نظم در كان يكتمن
وسرت القلب إذ أبدت مسائلة ... وخاطبتني فزال الهم والحزن
فهل حكت ظبية الوادي شمائلها ... كلا ولا أطلعت صنعاً ولا عدن
مليكة الحسن قد عمت محاسنها ... كفضل مولاي ذاك الجهبذ اللسن
طود الحجي قاسم من قد سما وعلا ... به على سائر الأزمان ذا الزمن
خلال كل عويص في مباحثه ... مهذب الفهم إلا أنه فطن
لا عيب فيه سوى باهي مكارمه ... وحسن أخلاقه بالعلم يقترن
من رام شأو علاه ظل ينشدنا ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
يا روضة الأدب الغض النضير ويا ... من نظمه درر لم يخصها ثمن
أتت إلى عقود أنت صائغها ... قد رصعتها يد ما شابها وهن
من كل معنى بديع راق مبتكر ... عرائساً يعتري حسادها ضغن
وقد أجبت لعالي الأمر ممتثلاً ... لكنني في القوافي بأقل لكن
خذها اليك تجر الذيل من خجل ... وحشية في خلال الطرس تكتمن
ولا برحت مدى الأيام مبتكراً ... معاً ينادونها العقيان تمتهن
ودم بعز قرير العين مبتهجاً ... بفضلك الدهر والأحباب والوطن
ما لاح برق وما هب النسيم وما ... سقى الرياض شآبيب الحيا الدجن
وقصيدة الشيخ البكرجي المذكور هي قوله
أبعد سلمي يطيب العيش والوطن ... وهل يعود لصب ذلك الزمن
والجفن يهمي بدمع من سما مقل ... فسل محاجرها هل زارها الوسن
آهاً لأيام وصل لو تعاد لنا ... بذلت روحي لها لو أنه الثمن
أيام كان حبي فيه طوع يدي ... والعيش صاف ونجم السعد مقترن
وبيننا ما إذا فهنا به وبدا ... إلى العذول علاه الهم والحزن
فياله زمناً كان الشباب به ... في عنفوان الصبا والقلب مرتهن
بأهيف لو تبدي غصن قامته ... تطاير القلب لا يبقي له شجن
وقوس حاجبه المعوج كم رشقت ... من لحظه أسهماً قامت به فتن
ما سحر هاروت سحر عند مقلته ... كم غازلت وغزتنا وهي تكتمن
وثغره قد حوى دراً بمبسنمه ... وعند رشف لما الشهد يمتهن
وخاله عمه حسناً وزاد به ... لولاه كافور جيد منه لا يصن
والخصر منه دقيق دق في نظري ... كفهم مولاي ذاك العارف الفطن
عبد اللطيف الذي باللطف منجيل ... عن درك أوصافه قد قصر اللسن