فيها الأولاد القرآن العظيم وأقرأ في النحو وغيره ودرس بالجامع الأموي ولما سلط الله تعالى على قرى دمشق الجراد وأكل زرعهم مدة سنين حصل لأهل الشام ضيق وشدة على ذلك فاختاروا أن يرسلوا المترجم والشيخ العالم عبد الرحمن الكفرسوسي لأجل جلب الماء المعروف بماء السمر مر وجاؤا به إلى دمشق قلت وقد ذكره غير واحد منهم ابن الوردي في خريدة العجائب العيون والآبار أو قال عين بين أصفهان وشيراز بها مياه مشهورة وهي من عجائب الدنيا وذلك إن الجراد إذا نزلت ووقعة بأرض يحمل إليها من تلك العين ماء في ظرف لا غير فيتبع ذلك الماء طيور سود تسمى السمرمر سميرم ناحية بين عراق وفارس يجلب ماء الزرزور منها وسميرم بفتح السين والراء وبكسر الميم بناها سام ابن أرم فسميرم مخففه وقارية بتشديد اليا أيضاً زر زوروزر زور في الفارسي سارج بفتح الراء وسارسبز أيضاً وسمر مره غول اوقيانوس ظالمه دحى قونجلوز ديرلر ويقال لها السوادية بحيث إن حامل الماء لا يضعه على الأرض ولا يلتفت وراءه فتبقى الطيور على رأس حامل ذلك الماء كالسحابة السوداء إلى أن يصل إلى الأرض التي بها الجراد فتصيح الطيور عليها وتقتلها فلا ترى من الجراد متحركاً بل يموتون من أجل تلك الطيور وذكر ابن الحنبلي في تاريخه إن من شرطه أن يكون الوارد به من أهل الصلاح ولا يمر به تحت سقف وقال الصلاح الصفدي في الجزء الثاني والثلاثين من تذكرته قال الشيخ شمس الدين أبو الثناء محمود الأصفهاني إن بمدينة قشمين مسيرة ثلاثة أيام عن أصفهان عين ماء ساحة برزة يسمى ماؤها بماء الجراد له خاصية وهي من حمل من مائها في إناء إلى الأرض التي أتاها الجراد فيعلق ذلك الاناء في تلك الأرض فيقصدها ما لا يحصى من طير يقال له سارياً كل ما فيها من الجراد حتى يفتى وشرط هذا الاناء أن لا يمس في طريقه ولا في مكان تعليقه انتهى ورأيت في بعض المجاميع إنه في سنة احدى وستين بعد الألف جاء جراد إلى الشام فكتبوا له مراسلات من قبل الشرع إلى الأطراف وعلقت في الأماكن فلم يصر ضرر على الزرع وظهر من ذلك تأثير عجيب في دفع مضراته وصورة المراسلات المرسلة " بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي ونعم الوكيل " بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ولا يأتي بالحسنات إلا الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أيها الجراد المنتشر ببستان كذا بأراضي كذا تحضر مجلس الشرع الشريف بدمشق وترحل بقدرة الله تعالى عن البستان المذكور وبفضل