ومن أهل ريف معسر ومغاربة ولكل طائفة رواق يعرف بهم فلا يزال الجامع عامراً بتلاوة القرآن ودراسته وتلقينه والاشتغال بأنواع العلوم الفقه والحديث والتفسير والنحو ومجالس الوعظ وحلق الذكر فيجد الانسان إذا دخل هذا الجامع من الأنس بالله والارتياح وترويح النفس ما لا يجده في غيره وصار أرباب الأموال يقصدون هذا الجامع بأنواع البر من الذهب والفضة والفلوس إعانة للمجاورين فيه على عبادة الله تعالى وكل قليل تحمل إليهم أنواع الأطعمة والخبز
والحلاوات لا سيما في المواسم فأمر في جمادي الأولى من هذه السنة باخراج المجاورين من الجامع ومنعهم من الاقامة فيه واخراج ما كان لهم فيه من صناديق وخزائن وكراسي المصاحف زعماً منه إن هذا العمل مما يناب عليه وما كان إلا من أعظم الذنوب وأكثرها ضرراً فإنه حل بالفقراء بلاء كبير من تشتت شملهم وتعذر الأماكن عليهم فساروا في القرى وتبذلوا بعد الصيانة وفقد من الجامع أكثر ما كان فيه من تلاوة القرآن ودراسة العلم وذكر الله ثم لم يرضه ذلك حتى زاد في التعدي وأشاع أن أناساً يبيتون بالجامع ويفعلون فيه منكرات وكانت العادة قد جرت بمبيت كثير من الناس في الجامع ما بين تاجر وفقيه وجندي وغيرهم منهم من يقصد بمبيته البركة ومنهم من لا يجد مكاناً يأويه ومنهم من يستروح بمبيته هناك خصوصاً في ليالي الصيف وليالي شهر رمضان فإنه يمتلئ صحنه وأكثر أوقاتهلحلاوات لا سيما في المواسم فأمر في جمادي الأولى من هذه السنة باخراج المجاورين من الجامع ومنعهم من الاقامة فيه واخراج ما كان لهم فيه من صناديق وخزائن وكراسي المصاحف زعماً منه إن هذا العمل مما يناب عليه وما كان إلا من أعظم الذنوب وأكثرها ضرراً فإنه حل بالفقراء بلاء كبير من تشتت شملهم وتعذر الأماكن عليهم فساروا في القرى وتبذلوا بعد الصيانة وفقد من الجامع أكثر ما كان فيه من تلاوة القرآن ودراسة العلم وذكر الله ثم لم يرضه ذلك حتى زاد في التعدي وأشاع أن أناساً يبيتون بالجامع ويفعلون فيه منكرات وكانت العادة قد جرت بمبيت كثير من الناس في الجامع ما بين تاجر وفقيه وجندي وغيرهم منهم من يقصد بمبيته البركة ومنهم من لا يجد مكاناً يأويه ومنهم من يستروح بمبيته هناك خصوصاً في ليالي الصيف وليالي شهر رمضان فإنه يمتلئ صحنه وأكثر أوقاته فلما كانت ليلة الأحد الحادي عشر من جمادي الآخرة طرق الأمير سودوب الجامع بعد العشاء الآخرة والوقت صيف وقبض على جماعة وضربهم في الجامع وكان قد جاء معه من الأعوان والغلمان وغوغاء العامة ومن يريد النهب جماعة فل بمن كان في الجامع أنواع البلاء ووقع فيهم النهب فأخذت فرشهم وعمائمهم وفتشت أوساطهم وسلبوا ما كان مربوطاً عليها من ذهب وفضة وعمل ثوباً أسود للمنبر وعلمين مزوقين بلغت النفقة على ذلك خمسة عشر ألف درهم على ما بلغني فعاجل الله الأمير سودوب وقبض عليه السلطان في شهر رمضان وسجنه بدمشق من تاريخ المقريزي عود فيأتي أذكياء جماعة يسمعون الدرس الذي يريد اقرأه مع الشروح والحواشي وهو يقرره لهم قال تلميذه هبة الله التاجي في ترجمته له في ثبته لما قدمت مصر سمعت بأنه فريد وقته وإنه يقرئ المختصر على التلخيص فسرت إليه فرأيته يقرره في مدرسة الأشرفية وقد فاتني شيء يسير من أوله فحضرته عليه منه إلى آخره وكان الذين يحضرونه ينوفون على خمسمائة فسمعت منه ما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب محش ولا شارح أخذ جماعة منهم الشيخ سليمان الجمل ومعيده الشيخ عبد الرحمن والشيخ أبو الفتح