ما رام طرفي نظرة من حسنه ... إلا وراحت بالمدامع تعثر
وله وقد نقله لتعثر الفكر
أفديه من ظبي أطال نفاره ... جوراً فعقلي في هواه محير
ما زلت أطلب قربه فيزيدني ... بعذابه قلب الشجي يتسعر
وتتابعت فكري بطرق وصاله ... حتى غدا بعض ببعض يعثر
ولأخيه الشيخ محمد أمين الخراط
عاطيته والليل مد رواقه ... والبدر من خلل الغصون يلوح
صهباء صافية أرق من الصبا ... منها شذا طيب العبير يفوح
حتى إذا شق الظلام رداءه ... والصبح كاد بما أسر يبوح
ولي يميس معريداً أجفانه ... عن فرقه ماء الحياة يزيح
وذهبت أعثر في دموعي والها ... متحيراً لم أدر اين ألوح
ولما كان المترجم يراجع في الأمور حتى من الوزراء والصدور طالت دولته وعظمت عليه من الله نعمته واشتهر صيته وعلا قدره ونشر ذكره لكنه كان يتصدى للاستطالة في أفعاله وأقواله فلذلك كانت أقرانه وغيرهم يريدون وقوعه في المهالك لكونه كان يعارضهم ولما توفي الوزير سليمان باشا العظم والي دمشق الشام وأمير الحاج وجاء من قبل الدولة الأمر بضبط أمواله ومتروكاته نسب المترجم إلى أمور في ذلك الوقت ففي خلال تلك السنة تولى دمشق حاكماً وأميراً للحاج ابن أخيه الوزير أسعد باشا العظم وكان أولاً حاكماً في حماه فأكمد للمترجم فعله المنسوب إليه حين وفاة عمه المذكور ولم يره إلا ما يسره وكان المترجم في ذلك الوقت منتمياً لي أوجاق اليرليه المحلية وكان الأوجاق في ذلك الحين قوا قائمه وجيوشه بالفساد متلاطمة واليرلية مجتمعون عصبة وجموع يذل لهم أكبر قوم بالمذلة والخضوع قد أبادوا أهل العرض وانتهكوا الحرمات وأباحوا المحرمات وأتاحوا المفسدات ولم يزالوا في ازدياد مما بهم حتى عم فسادهم البلاد والعباد وكانت رؤساهم زمرة ضالة وفئة متمردة وكلهم ينطقون بلسان واحد كأنهم روح في جسم واحد وصاحب الترجمة يوليهم مكرماته