فكم غروس أياد أنبتت فغدا ... حسن الثناء ثماراً تدهش الفكرا
وقال فيه
قلت للفضل لم علوت الثريا ... وتساميت فوق رأس العباد
قال قد شادني محمد فأسكت ... لا عجيب فإن ذاك عمادي
وترجم المترجم الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه عنوان الشرف الوافي وحظ النفوس من الأمل الموافي ومن طلع أسعد طالع في تمامه فتستر البدر خجلاً منه بذيل غمامه فوردت طلائع المدائح عليه تقرأ سورة الحمد إذا نظرت إليه ومحله من ناظر المجد في أماقيه ومقامه ما بين حنجرته وتراقيه ففضائله أنطقتني بما نظمته فيه من الغرر فكنت كمن قدر البحر من فرائده بعقود الدرر وقد سلم أن يشوب باله غرض لأن جواهر الأغراض عنده كلها عرض فحضرته أرجت الأرجاء بطيب شمائله وقد راض الرياض فأصبحت راضية عن صوب أنامله بحديث يمد في الآجال ومنطق مهرم البؤس ومرهم الأوجال وعهد لم يطرقه الريب وعرض لم يرن إليه العيب وأما فضله فكل فضل عنه فضول وله من الأدب أنواع تكاثرت وفصول وأنا داعيه وشاكر مساعيه فإذا رأيته رأيت القمر الزاهد وإذا دنوت منه استرقت أنفس الجواهر على أني حين أمثل لديه لا أستطيع من مهابته النظر إليه إلا المخالسة بالنظر الثاني فأعيذه بالسبع المثاني وشعره يزري بقلائد الجمان في نحور الحسان فمنه قوله من نبوية مطلعها
يا بارقاً من نحو رامة أبرقا ... حيّ العوالي واللوى والأبرقا
وأسال كراماً نازلين بطيبة ... عن قلب مضنى في حماها أوبقا
ركب النجائب حين أمّ رحابها ... صحب الفؤاد وقاده متشوقا
كم تأتني ريح الصبا من نحوها ... وأشم فيها بارقاً متألقا
وأبيت أرقبها سحيراً علها ... تسري فأعرف عرف من حل النقا
وإذا كتمت الوجد خيفة شامت ... آلت جفوني حلفة أن تنطقا
يا من سعى بالقلب ثم رمى به ... جمر التفرق محرماً عيني اللقا
وقضى بخيف مني نهايات المنى ... هلا ذكرت متيماً متحرقا
يا من تمتع مفرداً مشتاقه ... رفقاً فإني قد عهدتك مشفقا
يا رائداً للخير يقصد طيبة ... متشوقاً في سيره متأنقا
يمم حمى هذا الشفيع المرتجى ... وأسأل أنامله الغمام المغدقا
وأقر السلام مع الصلاة على الذي ... جبريل كان خديمه لما رقى