القرآن وقرأ على جده لأمه الشيخ محمد بن محمد الدكاني بمكتب السنانية ثم اشتغل بعلم التجويد على الشيخ حسين بن اسكندر الرومي الحنفي نزيل كلاسة دمشق صاحب التآليف وغيره من الشيوخ لازمهم وقرأ عليهم وأخذ عنهم كالشيخ إسمعيل الحنفي الحائك وهو أجلهم والشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ رمضان العطيفي والشيخ عثمان القطان والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ يحيى الشاوي المغربي والشيخ حسن العجيمي المكي والشيخ أحمد النخلي المكي والشيخ علي الشبلي المكي والشيخ حسن ابن الشيخ حسن الشرنبلالي صاحب التآليف والشيخ خير الدين الرملي والشيخ محمد الدكدكجي والشيخ الأستاذ العارف زين العابدين الصديقي المصري حين قدم دمشق وغيرهم وتفوق بالعلوم وأحرز قصبات السبق وألف وحرر فمن تآليفه حاشيته على الأشباه والنظائر في الفقه الحنفي وكان شيخه الحائك قد شرع في تآليفه ولم يكملها فبعد وفاته أتمها هو وله شرح على الآجرومية في العربية سماه الدرة البهية على مقدمة الآجرومية واعراب على ألفاظها سماه الأنوار المضية في اعراب ألفاظ الآجرومية وكان قبل ذلك نظمها في أبيات تنوف على مائتي بيت وسبعين بيتاً سماها غرر النجوم في نظم ألفاظ ابن آجروم وله مقدمة في القراءة سماها بغية المستفيد في أحكام التجويد وله العرف الندي في تخميس لأمية ابن الوردي وله غير ذلك من التحريرات المفيدة والتقريرات السديدة كما هو محرر في ثبته المسمى باضاءة النور اللامع فيما اتصل من أحاديث النبي الشافع وكان مرة في مكتب السنانية وعنده الشيخ رجب الحريري الحمصي الشاعر لكونه كان كثير التردد إليه فبينما هما جالسان إذا برجل مار في الطريق خارج المكتب فلما دنا من الكفيري المترجم عرفه فقال أين الغرض فقال له في غد وانصرف من ساعته فالتفت الشيخ رجب الحريري للكفيري وقال له ما هذا الرجل قال له انني من مدة أيام أعطيته ماعوناً من الورق ليصقله لي فأخذه ولم يرده لي فأنا من ذلك اليوم كلما رأيته أطالبه به وهو يقول لي في غد آتيك به كما رأيته الآن فقال الشيخ رجب للمترجم هات القلم والدواة فأعطاه إياهما فكتب ارتجالاً هذين البيتين وهما قوله
تباً وسحقاً لصقال صحائفه ... مسودّة لم يزل للكذب ينقله
أعطيته الدست كي يصقله من ورق ... فلم يعده فليت الدست يصقله
أقول وهذا مثل جار على ألسنة العوام والدست في العربية له معان أربع وفي الفارسية اليد والدست الصحراء معرب دشت قال الأعمش
قد علمت فارس وحمير ... والأعراب بالوست أيكم نزلا
ومن الثياب والورق وصدر البيت قال ابن الكمال إنه لغة مشتركة في الفارسية كما قدمناه