وللمترجم قوله
ثلاث من تكن ياخل فيه ... فمغرور وأجدر بالملام
فأولها اليقين بكون أمر ... وليس له وجود في الأنام
وثانيها المطامع في مراد ... إليه وصوله صعب المرام
وثالثها الركون إلى جليس ... بلا عهد يراه ولا ذمام
فحد عنها لكي ترقى مقاماً ... وتحظى بالتحية والسلام
عقد في الأبيات قول بعضهم ثلاث من تكن فيه كان مغروراً من صدق بما لا يكون وطمع فيما لا يناله وركن إلى من لا يثق به وله أيضاً
من كان فيه ثلاث حاز مرتبة ... أعني حلاوة ايمان فلم يضم
حلم يردّ به جهل الذين خلوا ... من سالف العصر عن علم وعن حكم
ومن له ورع قد صار مانعه ... عن المحارم فاحذر زلة القدم
ومن له خلق قد زانه حسن ... أضحى يداري به الانسان فافتهم
فاجمع خصا لا غدت للمجد جامعة ... من نالها يحظ بالاجلال والنعم
عقد في الأبيات أيضاً قول الآخر من كان فيه ثلاث وجد حلاوة الايمان علم يرد به جهل الجهال وورع يمنع به عن المحارم وخلق حسن يداري به الناس وله مشطراً
ولدتك أمك باكياً مستصرخاً ... رغماً عليك على القضاء صبورا
لم تدر ما الدنيا ولا نكباتها ... والناس حولك ضاحكون سرورا
فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا ... راجين من كرم الآله أجورا
فعسى ترى إن هم بكوا وتحلقوا ... من حول قبرك ضاحكاً مسرورا
وله مشطراً
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ... رجاء بأن تمحي ذنوبي العظائم
فاعفو عن الجاني عليّ بظلمه ... وإن كثرت منه عليّ جرائم
وما الناس إلا واحد من ثلاثة ... بذا قد قضى بين البرية حاكم
مراتبها أعلى وأدنى ومشبه ... شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره ... هو الماجد الحبر الذي لا يقاصم
فأقفوه في أقواله واجتهاده ... وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا ... أقابله بالأغضا لأني مسلم
وإن رام إكراماً وأبدي اعتذاره ... تفضلت إن الفضل بالخير لازم
وله مشطراً