العاصي فكان أمره عجباً ومنظره يقصر عن وصفه الادبا حمل العاصي فأجرى في حماة نيل مصرا فاعجبو يا قوم منه كان نهراً صار بحراً قد مد حتى جأوز الحد واشتد في حملته وما ارتد ودارت على نواعيره دوائر التلف وحل بجسوره الاقواء فأمست على شرف ودخل المساكن النهرية فارتحل أهلها من حيث طما بها عليها ونهلها فكم من جدار قد انقض وبناء مشيد قد رفض وركن بركن إليه قد سقط وحائط حيط بالدعائم قد هبط وتخوت أخذها الماء غصباً فاحتملها وسقوف اقتلعها من السقوف فانزلها ورواشن أتاها فخلخلها من القواعد وقصور عالية رماها بمنجنيق الرواعد ولطف الله تعالى بزيادة في النهار وأخبر عن حاله حفظاً للجوار ثم صحت السماء وتقشعت السحب وبدا وجه الشمس من الحجب وبشرا شباط بقرب مقدم الربيع وبسط له الفرش بالروض المربع وفاحت نسمات الصاب بنشر عبيره ولاحت أنواع الخصب بورود بشيره وصدحت الورق فرحاً بمقدمه وغنت فتحركت النفس لايام الصبا وحنت وانشرح صدر المصدور واستقر خاطره وتمتع بهذا الخبر سمعه وقر ناظره ونسى ما كان من نكد الأيام وعفا عن المبدا بحسن الختام
سفرت فاشرقت الدياجي ... بالنور اشراق السراج
خود إذا ابتسمت رأي ... ت الصبح آذن بانبلاج
وجناتها تحت الشوا ... لف وردة تحت السياج
أردافها مما ثقلن ... إذا مشت ذات ارتجاج
باتت تناجيني فيا ... لله ذياك المناجي
وسعت إلى بخمرة ... صهباء صافية المزاج
بيضاء جلت أن يشو ... ب وصلها انكد الزواج
صيغت من الدر البيا ... ض وطوقها المسود ساجي
بياضها وسوادها ... ملكت مرادي لاحتياجي
وحكت مثال جاءني ... بوزوده زاد ابتهاجي
اهدى إلى مسرة ... وبشكره عظم ابتهاجي
فعقوده في نظمها ... ذات انفراد وازدواج
ألفاظه في نفسها ... برق تألق بالدياجي
متضمناً أمر الشتا ... ء وثلجه العسر العلاج
قد أوضحت من أمره ... بالشام ما آذى مزاجي
فتشابهت فيه البلا ... د فنشره فيها مفاجي