ومن هانت عليه النفس نالت ... يداه ما يروم من الوجود
ومن يطع الآله ينل مراماً ... ويحرز ما يسرّ من المجيد
ومن يرد اكتساب الحمد تنأى ... مطامعه عن الأمل البعيد
ومن يول الجميل لكل عاف ... ينل حمداً مع المدح المزيد
فذا الدستور أضحى كل خير ... يلوح بوجهه الضاحي السعيد
أتى الشهبا فشرّفها قدوماً ... فأبهج ما على وجه الصعيد
وأحيا رسمها العافي فصارت ... رحابتها بكل هنا جديد
وبشر أهلها بزوال بؤس ... وأكدار بابقاء السعود
وأهلك للبغاة بكل عضب ... صقيل مذهب نفس العنيد
وأهدى الأمن للطرقات حتى ... أنام قطاتها بعد الهجود
وغلق في الدجى أبواب سوء ... هي القهوات مآوى للوغود
وأرهب كل باغية فولت ... على خوف بها بثياب سود
وأذهب بدعة الدومان تسمى ... بخسر مؤلم كبد المريد
فكم ذبح الفقير بغير جرم ... بسكين المظالم والحقود
فيا حصن الأنام بقيت دهراً ... معافى بالطريف مع التليد
لترقى بالكمال إلى محل ... إلى العلياء راق مستزيد
وتحيا في رضا يولي سروراً ... جديداً دائماً مرّ الجديد
وتعلو فوق هامة كل ضدّ ... سنابك خيل عسكرك الشديد
وتبقى أعين الرحمن تولي ... علاك الحفظ من خطب مبيد
فخذها يا أبا الأشبال بكراً ... أبت إلا حماك لدى الوفود
على عجل مشت تبغي قبولاً ... من السمع الكريم لدى النشيد
فألثمها يديك وجرّ ذيلاً ... على هفوات ذي عجز عميد
ودم في ذروة المجد المعلى ... كبدر التم في شرف الصعود
وتبعه الأديب الجمال عبد الله اليوسفي الشهير بالبني وعقد قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله بقوله
داعي الهنا قال لنا تبيانا ... أمراً ونهياً اتقوا اعلانا
حيث رسول الحق قد بشرنا ... فيمن حبى فراسة عيانا
يحظى بنور الله في أحكامه ... بقلبه المؤمن حيث كانا
فتنجلي عليه أسرار غدت ... ناطقة فإنه أحيانا