للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ إِذَا طَافَ (١) بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ بَدَأَ بِالصَّفَا (٢) فرَقِي (٣) حَتَّى يبدُوَ (٤) لَهُ الْبَيْتُ، وَكَانَ يُكَبِّرُ (٥) ثَلاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ (٦) : لا إِلَهَ إلا الله


العباس ثم يمشي حتى يصعد المروة. انتهى. وفي "شرح جامع الترمذي" للحافظ زين الدين العراقي: اختلفوا في السعي بين الصفا والمروة للحاجّ والمعتمر على ثلاثة أقوال: أحداها: أنه ركن لا يصح إلا به، وهو قول ابن عمر وعائشة وجابر، وبه قال الشافعي ومالك في المشهور عنه وأحمد في أصح الروايتين عنه وإسحاق وأبو ثور لقوله عليه السلام: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي، رواه أحمد والدارقطني والبيهقي. والثاني: أنه واجب يُجبر تركه بدم، وبه قال الثوري وأبو حنيفة ومالك. والثالث: أنه سنة أومستحب وهو قول ابن سيرين وعطاء ومجاهد وأحمد في رواية (انظر بذل المجهود ٩/١٧١ وذكر في هامشه: رجّح الموفّق في المغني ٣/٣٨٩ أنه واجب كقولنا، نعم عدَّ صاحب "الروض" السعي من الأركان) .
(١) أي أراد السعي بينهما.
(٢) قوله: بدأ بالصفا، لحديث ابدأوا بما بدأ الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} (سورة البقرة: الآية ١٥٨) . وهذه البداية بالصفا سنة وقيل واجب (قال ابن قدامة: إن الترتيب شرط في السعي وهو أن يبدأ بالصفا، فإن بدأ بالمروة لم يعتد بذلك الشوط، فإذا صار إلى الصفا اعتدّ بما يأتي به بعد ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا وقال: "نبدأ بما بدأ الله به" وهذا قول الحسن ومالك والشافعي والأوزافي وأصحاب الرأي، المغني ٣/٣٨٨.
(٣) بكسر القاف أي صعد على الصفا.
(٤) بضم الدال بعده الواو أي يظهر له البيت فيعاينه ويستقبله وهو مستحب.
(٥) أي يقول الله أكبر ثلاثاً على الصفا.
(٦) أي بعد التكبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>