للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتكفَّفُون الناسَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً (١) تَبْتَغِي بِهَا (٢) وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى إِلا أُجِرْتَ (٣) بِهَا حتى ما (٤) تجعلُ في فيِ امْرَأَتِكَ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخلَّفُ (٥) بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ (٦) فتعمَلَ عَمَلًا صَالِحًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى إِلا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ (٧) حَتَّى ينتفعَ (٨) بِكَ أقوامٌ، ويُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ. اللَّهم أَمْضِ (٩) لأَصْحَابِي هجرتَهم وَلا تردَّهم (١٠) على أعقابهم، لكن البائس (١١)


(١) أي ولو قليلة.
(٢) أي تطلب بها رضاء الله.
(٣) بصيغة المجهول المخاطب أي أعطي لك أجرها.
(٤) أي اللقمة التي تجعلها في فم الزوجة.
(٥) قوله: أُخَلَّفُ، بصيغة المجهول المتكلِّم أي أبقى بسبب المرض خلفاً بمكة بعد أصحابي الذين معك فإنهم يرجعون إلى المدينة معك، ذكر ذلك تحسُّراً وكانوا يكرهون المقام بمكة بعد ما هاجروا منها وتركوها الله.
(٦) يعني أن كونك مخلَّفاً لا يضرك مع العمل الصالح.
(٧) أي بأن يطول عمرك.
(٨) قوله: حتى ينتفع، قد وقع ذلك الذي ترجَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فشُفي سعد من ذلك المرض، وطال عمره حتى انتفع به أقوام من المسلمين، واستضرّ به آخرون من الكفار، حتى مات سنة ٥٥ على المشهور، وقيل غير ذلك.
(٩) من الإِمضاء أي أتمم لهم.
(١٠) أي بترك الهجرة وعدم تمامها.
(١١) الذي عليه أثر البؤس وهو الحاجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>